تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لا تقدمــــوا الشــــــاي ثقيـــــلاً

ثقافة
الأثنين21-10-2019
أيدا المولي

هل هي خطة برامجية لملء الفراغ بالجمل المفيدة? ام اعلان المحطة عن انتمائها لواقع ما تريد اسقاطه مرة ثانية على متشابه? ام انتماؤها لنهج معين من خلال استعادة مسلسل قديم!

نهاية رجل شجاع/ مسلسل تم عرضه عام 1994واعتبر هذا العمل مفصلياً في تاريخ الإنتاج التلفزيون العربي فهو من أوائل الأعمال التي تم تصويرها باستخدام الكاميرا الواحدة بأسلوب التصوير السينمائي /كما ذكر حينها/ وهو يتناول /انسانيا/حياة بؤس وشقاء الطبقة الفقيرة التي لم تنل تعليما ولا اسلوبا للتربية، كما أبرز بشكل كبير حياة المينا التي تجسد قاع المدينة التي تسبح في الاجرام والحوت الكبير الذي يصطاد كل مايعوق وجوده كسيد في البحر.وهذه خطوط درامية لافتة بالرغم من أن المسلسل تاريخيا استمد أحداثه من تاريخ الاستعمار الفرنسي الا أن هذا لم يكن محورا هاما الا في الحلقات الأولى وتم التركيز فيما بعد على ابراز حالة المجتمع عبر الدراما.‏

ومن جهة ثانية يتم انتاج مسلسل قديم بشخصيات جديدة لمجرد استعادته, كمسلسل أسعد الوراق, دون معرفة سبب تكراره، دون تناسب الزمان والمكان لآنية الزمن الحاضر وعدم استطاعته خلق أي جديد.‏

ثم نجد من ناحية أخرى تهميشا لمسلسلات قديمة واحياء لأخرى واعادة تنميط المرأة السورية في حارات دمشق الآن.‏

هل هي فوضى الدراما أم هي حالة تحاكي الواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي يعاني هو الآخر من الفوضى? أم هروب الى ماض مشوه? ام نسيان لحال الطبقات الاجتماعية التي تعاني اليوم أكثر من أي وقت مضى من التشتت الفكري والنفسي?‏

البيئة الاجتماعية اليوم بيئة خصبة للكتابة والانتاج وتوثيق درامي غير مباشر لما تعاني منه البيوت والحارات والاطفال والنساء ومراكز رعاية المسنين ودور الأيتام والمتسولين واتجاهات كثيرة تدور في اروقة البلد لم تعد ذاتها باب الحارة ولا اشواك ناعمة ولا من وراء الشمس ولم تعد ذكورية بالكامل ولا أنثوية تحكي قصصا عن قهر المرأة واستلابها ,لم تعد لعبة شرطة وحرامية ,في الاروقة اليوم كل شيء ولابد من النظر الى الواقع بجدية دون اكتئاب وبقصص للحب دون ابتذال.. لابد من نقل الواقع بطريقة فنية لاتلبس لباس النسخ لما هو موجود، فالتلفزيون وسيلة للجذب وليس لتنفير المشاهد لان المشاهد يحب أن يرى نفسه في الشخصيات المكونة في المسلسل وفق توليفة تضيف اليها بعضا من المتعة والتشويق وتدغدغ مابداخله بجرأة دون وقاحة وتخرج مابداخله مما يخجل من الاعلان عنه... انه المشاهد الذي ينتهي من عمله منهكا ثم يأتي الى بيته ليرتاح منتظرا رؤية مسلسل ينتظره ويتابعه، يؤخر موعدا او يسبقه من اجل رؤية الحلقة من خلال هذه المحطة تحديدا قبل ان تعرضه محطة أخرى ودون ان ينتظر رؤيته على اليوتيوب ويخلق في داخله نوعا من التوازن النفسي ليرى أن حالته في مناحي الحياة ليست وحيدة بل هناك الكثير ممن يشبهه وأن الخطوط الدرامية تتشابك لتصل الى حل.‏

هذا هو المشاهد الذي يريد المسلسل التلفزيوني استقطابه يحب ان يتناول غداءه و ان يقدم له الشاي في وقته بعد وجبة غداء فلا تجعلوه يشرب الشاي ثقيلا من خلال اعادة مسلسل قديم او اعادة تدويره، والعام يحتوي على 365يوما فلا تختصروه في ثلاثين يوما ثم تريدون من المشاهد اجتراره.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية