على شاكلة ميليشيا حزب العمال الكردستاني «الأسايش» الذي سرعان ما استجاب للأوامر الأميركية للتشويش على انتصارات الجيش وحلفائه على الإرهاب، ومحاولة كبح انجازاته الميدانية التي ترسم الخطوط العريضة لمحادثات جنيف القادمة وفق الريشة السورية.
فمن الواضح تماما أن الاعتداءات التي ارتكبها ذاك الفصيل ضد مدينة الحسكة وأهلها، جاءت بتنسيق وتعاون كامل مع القوات الأميركية المتواجدة في المنطقة - بحجة محاربة داعش - وأكبر دليل أن البنتاغون سارع لإرسال طائراته بهدف حماية مرتزقته على الأرض، والشد من أزرهم للاستمرار في أعمالهم الإجرامية ضد مواقع الجيش ، والمؤسسات الخدمية في المدينة، في محاولة عبثية للاستيلاء عليها، لتكون جزءا من أوهام نظام «الفدرلة» والتقسيم التي تعشش في مخيلات البعض، وتلهث لتحقيقها أميركا وأتباعها الغربيون.
وإذا علمنا أن نظام بني سعود الملطخة أيادي مسؤوليه بالدم السوري، قدم عروضا سخية للجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني خلال الأيام الماضية تتضمن دعمه بالمال والسلاح مقابل أن يستمر في الهجوم على مواقع الجيش، ومؤسسات الدولة في الحسكة، فإن المشهد يزداد وضوحا، ويعري إدارة أوباما وأجيرها السعودي، المصدومين من قوة وصلابة التحالف السوري الروسي الإيراني، والذي تجلى بأحد ركائزه في استخدام الطائرات الروسية لمطار همدان الإيراني بضرب داعش والنصرة، وهو ما دفع قطبي العدوان الأميركي والسعودي لمحاولة إحداث تغيير ميداني على الأرض، للرد على الرسالة الروسية الإيرانية من جهة، ولمحاولة استنزاف الجيش عبر فتح جبهات جديدة من جهة أخرى.
منظومة العدوان لا تزال تتوهم أنها قادرة على إحداث تغيير في المعادلات الميدانية، والإقليمية على حد سواء، من خلال عكازها الإرهابي، ولا تريد التعلم من أخطائها السابقة بعد، وما عجزت عنه طيلة السنوات الماضية من حربها المسعورة ضد سورية، لن تستطيع تحقيقه في قادم الأيام،ومهما أوغلت في جرائمها ودعمها للتنظيمات الإرهابية، فاستقلال سورية وسيادتها، ووحدة أراضيها، ولحمتها الوطنية، محرمة على كل غاز ومعتد.