تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


استدارة أم نفاق ؟

كواليس
الأربعاء 24-8-2016
ريم صالح

«سنحارب التنظيمات الإرهابية حتى النهاية، وسنطهر حدودنا من أي وجود لـ»داعش».. هذا ما قاله وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في أحدث اختلاجاته السياسية!.

هل كلام جاويش أوغلو يعبر عن استدارة في الموقف التركي؟ أم أنه للاستهلاك الإعلامي فقط، ومحاولة لتبييض صفحة نظامه السوداء، ولا سيما أن كلامه تفنده تحركات الميدان؟ فكيف للنظام الأردوغاني الموغل في سفك الدم السوري، والداعم الرئيسي للإرهابيين التكفيريين، ومدبر جرائمهم وغزواتهم الظلامية في الأراضي السورية، أن يحارب التنظيمات الإرهابية بل وحتى النهاية؟!.‏

بل كيف لتركيا الأردوغانية أن تطهر حدودها من «داعش»، ودفاترها القديمة والجديدة حتى ممتلئة صفحاتها أصلاً بأسس ومبادئ وشرعنة تمويل وتدريب ومعالجة إرهابيي «داعش» وحتى الرمق الأخير، بل وحتى آخر إرهابي مرتزق؟!.‏

ربما هو الانهزام السياسي، أو افتضاح الدور التركي في تأزيم المشهد السوري، هو ما دفع جاويش أوغلو إلى أن يدلي بهذه التصريحات، لينفذ بذلك استدارة دراماتيكية من ناحية سيناريوهاته العملياتية، بعد أن ارتأى أن سياسة النفاق السياسي، واللعب من تحت الطاولة قد تحقق لبلاده ما عجزت عن تحقيقه في العلن.‏

وربما هي مراجعة الحسابات، وصحوة ضمير تركية تأتي في سياق مستجدات الأحداث والتطورات الميدانية دفعت المسؤول التركي لأن يقول ما قاله.‏

ليس المهم ما يقوله التركي، فالأهم هو ما يفعله على الأرض، إن كان جاداً بمحاربة الإرهاب، عليه أن يتعاون مع الدول التي تحارب الإرهاب بجدية، وليس تلك الدول التي تدّعي محاربته فقط على الشاشات وبالتصريحات الخلبية، وكذلك عليه أن يتوقف عن دعم وتمويل الإرهابيين عبر شماعة «الاعتدال»، والاعتراف بأن من يقاتلون الجيش العربي السوري، ويتوافدون من جهات الأرض الأربعة، هم إرهابيون مهما اختلفت تسمياتهم وولاءاتهم وجنسياتهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية