تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


واشنطن تغص بالحسكة.. والسوريون يحصدون عنب التهدئة

الصفحة الأولى
الأربعاء 24-8-2016
كتب المحرر السياسي:

لم يستطع الفم الأميركي النافخ بالنار على الجبهات القتالية السورية أن يستجر الحسكة الى دائرة الخراب والدمار.. بل أثبتت هذه المدينة السورية كما كل المدن الأخرى أنها الأقرب إلى حضن الوطن والتفاهم السوري- السوري منها إلى خرائط واشنطن التصعيدية.‏

غلبت لغة إطفاء الحرائق والنيران في شوارع الحسكة على كل ألسنة اللهب التي أطلقها البيت الأبيض، لإيقاظ فتنة التقسيم القديمة في الشرق الأوسط الجديد من فوهات الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني (الأسايش) وكانت الحكمة السورية في ميدان الشمال الشرقي الصلح ووقف النيران سيد الخيارات لسد ذرائع فتح مزيد من الجبهات القتالية خاصة مع توقيت المعركة في حلب واقتراب موعد جنيف المنتظر في الأسابيع القادمة.‏

في حسابات الغرب وخاصة إدارة البيت الأبيض يرمي زج الحسكة في ميدان المعارك الى كسب ورقة كردية كانت بعيدة عن متناولها في شهور العسل مع جارتها التركية، وما إن انتهت من رصيد أردوغان في الملف السوري وأفلس الأخير في أوراق اللعب السياسي والميداني حتى مدت واشنطن مخالبها لالتقاط ورقة الأسايش في الحسكة غير مهتمة كعادتها وهي المتباكية في المنصات الحقوقية لسقوط الدماء السورية والشهداء.‏

كان لأميركا أن تطلق بكل وسائل التصعيد مقابل تعديل الحسابات ما قبل الطاولات الدولية إلا أن لدمشق والحكومة السورية حسابات مختلفة وبعيدة عن كواليس السياسة وغرفها السوداء في الغرب فدماء الشهداء والحرص على أرواح المدنيين والبنى التحتية وتجنيب المدن والمناطق آفة الدمار هي دائماً وأبداً ومنذ بداية الأزمة أولوية في ميزان الدولة السورية كفة لا تعادلها أية أثقال سياسية وإرهابية طالما حاول الغرب وضعها في أحمال المعارك التي جرت وتجري على الجغرافية السورية.‏

لم تجازف يوماً بحياة السوريين ودمائهم لذلك كانت أي جبهة تفتح تستهلك الكثير من الوقت السوري والتكتيكات العسكرية كي تضمن الخروج بأقل الخسائر البشرية وهو ما لا يريده الغرب ويحاول الرهان عليه بتوسيع رقع القتال والدم، ولعل أكثر الأسلحة فتكاً بالمؤامرات الأميركية هي سلاح المصالحات والحوارات السورية- السورية إذ إنها الأقدر على المواجهة في الميدان والطاولات الدولية المنعقدة حول سورية.‏

لم تستطع ساعات الفتنة الأميركية التي مرت عبر “الانفصاليين” الأسايش أن تذهب بتوقيت مدينة الحسكة الى أزمنة مهيئة لدمار المعارك وسفك الدماء بل دقت ساعة المصالحة والتفاهم السوري وعادت الحياة الى المدينة التي يرفرف العلم السوري فيها على مباني الدولة وفي قلوب السوريين.. وفتح سوق الهال أبوابه ليأكل أهلنا في الحسكة بكل لهجاتهم التقليدية السورية والآشورية والكردية العنب الشامي بينما غصت واشنطن بالحسكة السورية لتعود مفلسة الأوراق وتعود الأنظار الى حلب المعركة التي يهرب منها الغرب الى بقع جغرافية أخرى للتخفيف عن مرتزقته.. ورغم الصراخ الإعلامي الغربي والنفطي لحريق الطبخة الأميركية في الحسكة ومحاولة تمرير الروائح الخادعة عن وجود نقاط وشروط في اتفاق التهدئة الذي جرى في هذه المدينة السورية إلا أن لا غالب إلا صورة العلم السوري الذي تشبث بأرضه وتشبث به السوريون.. والسوريون دائماً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية