|
اشتياقنا.. وحده لك.. ! ثقافة أثناء الحديث عن مدى اشتياقهما وولعهما بهذه المدينة.. السيارة تتحرك بسرعة بين أبنية دبي الشاهقة، الأبنية التي تشبه أي برج في العالم، الحداثة التي يمكن لها أن تسلبك لبك في المرة الأولى، ولكن سرعان ما تعتادها، لتكتشف أن لامعنى يأتيك من تلك الأبنية.. لهجتيهما السورية جعلتنا نعتقد للوهلة الأولى أنهما ستعلنان اشتياقهما لدمشق.. لا أؤمن أن أي سوري يمكن أن يعلن اشتياقه سوى لدمشق، حتى لو في مسلسل درامي..! ليس تعصبا.. وإنما إيمانا..! من يرها كيف تسعى لتنهض.. من يرها كيف تعارك... من يرها كيف تخرج عن السيطرة نهارا،وتعود مساء وكأنها منتشية بالفراغ.. سيعرف كيف تداري أزمتها بكرامة وكبرياء من جرح.. ولايخفي ولكنه ينشغل بالآخرين يحتمي بهم ويساعدهم على الاحتماء به... الآخرون الذي لم يتخلوا ولم يبخلوا.. ولم يخونوا يوما..! الأبراج والأبنية المتشابهة تجعلك تعيش حياة اعتيادية، غالبا ما تحتاج إلى الكثير من المتطلبات التي تغرقك في نمط حياتي يستهلك روحك، ويرمي بك في مشقات الحياة بلا هوادة.. تلك المدن لاتقبلك إن لم تكن بالغ الثراء... ما الذي تعنيه كل تلك الأبنية الفخمة، والمولات المتخمة بأحدث الماركات، والسيارات الفارهة.. ان لم تمتلك أرقاما مالية على الأقل، سداسية الاصفار..! ألن نصبح حينها تائهين في مدن الثراء تلك... ألن نحشر في خيارين أن نتفرج ونتحسر..أو نلهث خلف الأرقام وقد لانجد وقتا مستقطعا نلتقط فيه لهاثنا.. لنكتشف أن حياتنا مضت! أي بؤس...؟ كيف نشتاق لمدن لاتسعدنا...؟ ربما اعتقدوا أن دمشق باتت قابعة في شبه منفى حصين، ترنو إلى أشلاء أحلامها... معتقدين أن رمقاً وتنفجر الحكايا،رمق وتأكلها بقايا النزف في النزع الأخير... منذ يومين وبلا تخطيط مررت قرب قلعة دمشق، ومع أن دمشق كانت بالكاد قد استيقظت إلا انك تفاجأ في تلك الأمكنة بمدى إصرار المدينة على الحياة... على استثمار الوقت باكرا... حركة الباعة التي لاتهدأ... جدية البشر الساعين خلف معان لحياتهم، في الصباح الباكر دمشق... تفقد ارتباكها... وتتخلى عن قلقها...انه صباح الهدوء المطمئن، يأمل بحياة مختلفة... حين نقرر نصل إليها! لازالت دمشق لاتشبه سوى ذاتها، لازالت مدينة فريدة،حين تومي لنا تختطفنا سريعا لنعلق بها متمردين حتى على ذواتنا حين تنبئنا بأن الرحيل soadzz@yahoo.com ">أسلم..!! soadzz@yahoo.com
|