تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تقضي على الموهبة والإبداع وتعزز الخمول والكسل.. (الشبكة العنكبوتية).. سيدة العطلة الصيفية بلا منازع

مجتمع
الأربعاء 25-6-2014
فردوس دياب

تطالعنا العطلة الصيفية هذا العام ونحن تحت وقع غزو ثقافي واجتماعي من نوع آخر بعد أن كانت الإجازة الصيفية متنفس الأهل والأبناء معا للالتقاء والراحة والاستجمام بعد عناء عام دراسي بأكمله كان متخما بالضغوطات الدراسية والامتحانية بالإضافة إلى الضغوطات النفسية التي فرضتها الحرب على سورية،

وهو الأمر الذي يجعل من العطلة ضرورة تربوية وصحية لما لها من انعكاسات اجتماعية ونفسية على الطالب والأهل.‏

غير أن اقتحام الشبكة العنكبوتية لحياة طلابنا وأبنائنا قد حول العطلة الصيفية إلى كابوس يقض مضاجع الأهل بسبب انعكاساتها الخطيرة على الأبناء الذين أصبحوا مدمنين من نوع أخر حيث يقضون معظم ساعاتهم بين مرسل ومستقبل لمنتجات تلك الشبكة التي رغم إيجابياتها القليلة التي تسمح لأبنائنا بالتواصل مع العالم والاطلاع على آخر الأحداث والأخبار، إلا أن سلبياتها الصحية والنفسية قد تفوق تلك الإيجابيات بشكل كبير ما يستوجب من الأهل الانتباه له والتعامل معه بحكمة بالغة نظرا لحساسيته وخطورته على الأبناء والأهل والمجتمع.‏

لمقاربة هذا الموضوع بشكل واقعي دون مبالغة التقينا شريحة من الشباب والشابات والأهل بهدف لفت الانتباه إلى خطورة هذا الأمر الذي بات مشكلة عالمية إلى حدود أن بعض الدول قد دقت ناقوس الخطر خوفا على شريحة الشباب والمراهقين الذين تحولوا إلى أسرى لمواقع التواصل الاجتماعي.‏

معظم اللقاءات كان محور سؤالنا فيها عن كيفية قضاء أبنائنا العطلة الصيفية، وكانت الأجوبة التي لم تفاجئنا تلتقي عند ثلاثة أمور هي النوم والأكل والجلوس إلى (الفيسبوك) وأشقائه وشقيقاته من مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة حتى إن بعضهم أخبرنا بأنه يتواصل مع أشقائه داخل البيت من على سريره من خلال (الفيسبوك) و(الفايبر).‏

تواصل مع الخارج وانقطاع مع الداخل‏

ثائر وأياد شقيقان في منزل واحد لم يتجاوز أكبرهما الثالثة والعشرين عاما أكدا أنه يمضي أحيانا يوم أو أكثر دون يرى أحدهما الآخر لأن كل واحد منهما معتكف في غرفته خلف جواله الذي لا يغلقه أبدا، وقد تاه في متاهات الشبكة العنكبوتية التي عزلته عن محيطه وأسرته التي تتكون من أربعة أشقاء والأب والأم المشغولين عن حياة وعالم أبنائها.‏

بدورها قالت شفاء (18 عاما) إنها منذ أن أنهت امتحانات الثانوية العامة وهي تقضي إجازتها بين النوم والفيسبوك وهي نادرا ما تخرج من غرفتها حتى وإن خرجت منها فإنها تحمل معها جوالها أينما ذهبت وأينما جلست - عين على الجوال وآخر الأخبار والرسائل الواردة والصادرة وعين على التلفاز إذا كانت تتابع شيئا ما أو عين على أسرتها إذا كانت تشاركها جزءا من أحاديثها، لكنها تؤكد أن عقلها وجوارحها تبقيان مشغولتين بالشبكة العنكبوتية.‏

أسوأ اختراع ..‏

من جهته قال محمد (18 عاما): إن أهم اختراع في القرن الحادي والعشرين كان الشبكة العنكبوتية التي تمكننا من التواصل مع العالم ونحن جالسين في غرف نومنا وعلى أسرتنا، وأضاف: إنه يستيقظ حوالي الساعة الثانية عشرة ظهرا ولكنه لا يفارق فراشه حتى الساعة الرابعة بعد العصر بسبب انشغاله الكبير بالتواصل مع أصدقائه الذين يعرف جلهم عبر (الفيسبوك) و(الواتس أب) وأحيانا ينسى نفسه لولا أمه التي تدعوه لتناول الغداء الذي يتناوله على عجل ليعود مسرعا إلى عالمه الخاص الذي يفصله عن عالمه الحقيقي بشكل تام.‏

أما السيدة رهام (ربة منزل) فقالت: إن أسوأ اختراع في القرن العشرين كان الفيسبوك لأنه يحرمها من الجلوس مع زوجها وأبنائها الثلاثة المشغولين بعالم الشبكة العنكبوتية التي تأخذ متاهاتها بألبابهم جميعا، وتضيف السيدة رهام أنها لطالما تسهر وحيدة بسبب انشغال زوجها وأبنائها بالفيسبوك.‏

سيف ذو حدين ..‏

نختم بالقول: إن الفيسبوك سيف ذو حدين يجب استخدامه بحذر وعناية ومتابعة ومراقبة من الأهل لأن الإفراط في استخدامه قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على أبنائنا وشبابنا أبرزها تعودهم على الخمول والكسل إضافة إلى قتل الموهبة والإبداع في النفوس والعقول لكونه يجهد خلايا الدماغ بشكل كبير جدا ويركز تفكيرهم على نوع معين من التفكير وهو يرهقها إلى حدود كبيرة إلى درجة أن بعض الشباب تتصدع رؤوسهم جراء جلوسهم إلى الفيسبوك ساعات طويلة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية