تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الخسارة المزدوجة

نافذة على حدث
الخميس 9-1-2014
حسن حسن

تشير القراءة السياسية للمشهد الراهن إلى حالة اضطراب قصوى بدأت تجتاح التيارات التكفيرية التي تمارس الإرهاب على الأرض السورية (داعش- جبهة النصرة).

وهو أمر يقرأ على أن تلك المجموعات التكفيرية بدأت تتفكك بنيوياً بفعل عوامل ذاتية لعل أهمها التناقض بين البنيان الداخلي الذي أفرز هذا النهج وبين الواقع المحيط بها من جهة أخرى، مايحتم بالضرورة تراجع خططها المستقبلية.‏

لكن لايبدو أن« الائتلاف السوري» المعارض قرأ جيداً هذا المشهد أو أنه قرأه وفضل التريث والانتظار لعل تطوراً مايحدث فيقلب الأمور رأساً على عقب نزولاًعند المشورة السعودية.‏

واشنطن من جهتها حاولت مراراً إدخال هذا الائتلاف في طور تأهيل متواصل تزامن مع إعادة هيكلة تتطلب انضمام كوادر أخرى ممثلة لقوى لم تكن ممثلة في السابق بيد أن تكرار تلك المحاولات لم يدفع بها إلا إلى الفشل الذي يمكن رصده عبر كثير من التصريحات الأميركية التي ماانفكت تتوالى منذ نشوء كيان«المعارضة» السياسية الأول (المجلس الوطني السوري 2011).‏

كانت قدرة «الائتلاف» على ممارسة السياسة ضعيفة تلك التي تتيح له اللعب وسط تجاذب القوى الدولية والإقليمية وتطويع ذلك كله لإحداث اختراق يقنع الغرب بضرورة تبنيه كخيار يشكل حاملاً سياسياً قادراً على ايصال مصالح الغرب إلى بر الأمان.‏

جاءت خسارة « المعارضة» هذه المرة مزدوجة فلاهي اكتسبت ثقة الغرب ولاهي ربحت تأييد الشارع السوري، كذلك لم تستطع تلك «المعارضة » رصد حالة التغير التي أصابت المزاج الشعبي منذ مطلع 2013 وصاعداً إلى الآن.‏

وعلى الرغم من أن هذا التغير يمكن لمسه بوضوح في الشارع السوري عبر الكثير من الظواهر ، إلا أن الخطاب الصادر عن «ائتلاف الدوحة» لم يزل تأملياً وبعيداً عن الواقع ، يؤكده فشل جميع المحاولات الخارجية والداخلية لإصلاحه والارتقاء به فوق هذه الحالة التي يعيشها لسبب بسيط هو أن عملية الإصلاح يجب أن تبدأ بإعلان التخلي عن الاستقواء بالخارج كنهج خاطىء تم اعتماده على مدى السنوات الثلاث الماضية ، كذلك ردم الفجوة العميقة مابين الشعار السياسي الذي يرفعه هذا« الائتلاف» وبين القدرات المادية على الأرض العاملة على تحقيق ذلك الشعار.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية