تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لعبة ( اتفاقية إطار ) الأميركية !

شؤون سياسية
الخميس 9-1-2014
بقلم: نواف أبو الهيجاء

في زيارته العاشرة للمنطقة عامة ولفلسطين المحتلة خاصة جاء جون كيري لتسويق ما يسمى «اتفاقية إطار» بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني .

كيري قال إن الاتفاقية مرحلية وتشمل البحث في القضايا الجوهرية ( القدس وأمن اسرائيل والحدود والاعترافات المتبادلة) ولوحظ أن القضايا الجوهرية الفلسطينية لم ترد على لسان كيري ، منها السيادة وحق العودة واللاجئون والمياه والمستوطنات والأسرى .. الخ من المشكلات والقضايا الحيوية .‏

مصادر مقربة من المفاوضات قالت إن الطرفين الصهيوني والفلسطيني يتحفظان على الإطار المقترح . الصهاينة يقولون إنها -أي الاتفاقية - لاتجيب عن الهواجس الأمنية الاسرائيلية ، والطرف الفلسطيني يقول إنها تمس السيادة الفلسطينية إلى درجة محوها بالكامل . ومع ذلك كيري يبدي تفاؤلاً دائماً ويقول :( إن التقدم يحصل يومياً ) . الطرف الصهيوني يقول إن المفاوضات الحالية مصيرها الفشل ومع ذلك فالمفاوضات مستمرة والطرفان متمسكان بها تمسك الإدارة الأمريكية ذاته . ما معنى ذلك ؟‏

القضايا المطروحة في المقترح الأمريكي هي ذاتها المنصوص عليها في اتفاقية أوسلو على أن تتم مناقشتها بعد نحو خمس سنوات من عقد الاتفاقية ، أي كان يجب أن تناقش القضايا الجوهرية منذ عام 1999 ، الآن وبعد خمسة عشر عاماً من المفاوضات العقيمة تريد الإدارة الامريكية وحليفها الصهيوني العودة الى نقطة البداية مع حذف قضية العودة واللاجئين نهائياً .السؤال المطروح موجه للسلطة الفلسطينية الماضية قدماً في المفاوضات الحالية التي تصرح أن المفاوضات قد تستغرق عام 2014 كله بعد أن كان من المفروض أن تنتهي في شهر نيسان المقبل .السؤال هو : لماذا الإصرار على سلوك طريق أثبتت الأحداث والوقائع فشلها ؟ فلا الوضع الداخلي الفلسطيني يساعد ولا الوضع العربي ولا حتى الوضع الإقليمي والدولي .‏

كل الظروف تقول باستحالة أن يحصل المفاوض الفلسطيني على أيٍّ من حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة . المفاوضات في الأساس تخلٍ عن الحقوق الوطنية الفلسطينية مادامت قائمة على أساس قراري مجلس الأمن 242 و 338 لأنهما ينصان على اعتراف متبادل وعلى انسحاب من ( أراض) احتلت في حزيران 67 . بمعنى أوضح إن الهدف الأساس هو الاعتراف الفلسطيني بحق الصهاينة في أكثر من 70% من الأرض الفلسطينية وعلى الأقل اعتراف باسرائيل المقامة على أرض فلسطين المحتلة منذ 1948 .‏

كيف يرضى المفاوض الفلسطيني أن يتفاوض على حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه ؟ لا أحد يملك سلطة التنازل عن أي شبر من أرض فلسطين ولا أحد يملك حق الاعتراف بالكيان الصهيوني نيابة عن شعب فلسطين لا سلطة ولا سواها .. بالتالي لايمكن للشعب الفلسطيني الاعتراف بأي اتفاقية تبرم وهي ضد حقوقه المشروعة في وطنه - كامل وطنه - في القدس وحق العودة والأرض والمياه والأجواء كلها من البحر للنهر ومن رفح الى الناقورة .‏

السلطة تخلط الماء وتظن أنها قادرة على استخراج الزبدة . وهذا هو وهم المفاوضات العبثية التي يرفضها شعب فلسطين و بالتالي فهو يرفض نتائجها مهما كانت إن لم تكن الاعتراف بحقه في العودة وحق تقرير المصير والقدس الموحدة عاصمة دولته المستقلة . كفى عبثاً !‏

Nawaf.m.abulhaija@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية