تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإرادة الوطنية ومنهجية الخلاص المشترك

شؤون سياسية
الخميس 9-1-2014
بقلم الدكتور فايز عز الدين

كلما تقدمت المسألة السورية نحو مايبعث الأمل بتلمس مسالك الخروج من الحرب الكونية على سورية والسوريين نلاحظ أن سياسات ماتحت الطاولة تصدر الأوامر الجديدة

لكي لاتضع الحرب أوزارها وتبقى العوامل الإقليمية التي كلفت الحرب على سورية نيابة عن إسرائيل وأميركا مواصلة الأدوار الإرهابية في ضخ المسلحين من خارج الحدود وتزويدهم بآلة القتل الهمجية بأشنع ماشهدته تواريخ الحروب الغاشمة في التاريخ وماحدث ومازال يحدث في بلدنا لم تشهده مجازر التاريخ منذ حروب طروادة حتى يوم الناس هذا.‏

والسؤال الذي يدور في خلد المواطن السوري دوماً يتوجه إلى استفهام تعجبي مفاده ماغاية كل هذا الحقد والعداء لسورية غير الخدمة الأكبر لإسرائيل وأميركا وأذنابهما بتدمير أقوى الجيوش العربية وأقوى دولة عربية في مواجهة إسرائيل ومايلزم المواطن السوري بالمزيد من التبصر بهذا المشهد العدائي على بلده هو مايراه من قدرة عربية على الإنفاق وتجنيد المرتزقة والوصول إلى أكثر من ثمانين دولة لاستقدام القوى الظلامية منها وتدريبها وتأمين خطوط الدخول إلى الجغرافيا السورية عبر الجهات الأربع، ثم ماهذه السرعة المذهلة في تحضير المسلحين ولو كانوا من مشارب مختلفة ومن بنيات غير متجانسة أو متوافقة على منهجية فيها الحد الأدنى من القاسم المشترك، فالمهم عند داعمي الإرهاب والحرب على سورية أن يدخلوا هذه القطعان وأن يمكنوا لها في أن تعيث الفساد المخطط لها وترتكب الجرائم المطلوبة منها بعقل بربري ليس فيه دين أو خلق أو رحمة، ويعود المواطن السوري إلى نفسه ليسأل: ألم ترتكب دولة العدوان الصهيوني بحق العرب كل فظاعات الظلم وقتل البشر والعمل على تهديد الوجود الإنساني والقومي للعرب كل العرب وهاهي تهود القدس، فلماذا لم نشهد هذه الحماسة ضد إسرائيل وهذه السرعة في تحضير من يدخل إلى الأرض المحتلة ويجاهد ويحلم بالحور العين ويتعاطى المخدرات التي تسهل له الموت من أجل الحوريات؟ أليست الشهادة والدعوة إلى الجهاد على أرض فلسطين من أجل تحريرها موصلة إلى الجنة كما يصل المجاهد إليها عبر تدمير سورية لماذا فقط بتدمير سورية وبأقصر زمان يصلون جنة الله ولا يصلونها بتحرير بيت المقدس؟ نعم لم يعد المواطن السوري مقتنعاً بكل هذه الخزعبلات الجهادية ومن وراءها من فتاوى العملاء الذين زرعوا في الإسلام لكي يدمروا الدولة العربية الوطنية والمسلمين بآن معاً واللافت في المشهد العربي اليوم أن الشعب العربي في شوارعه ومؤسساته المدنية قد اقتنع بالإرادة الوطنية عند السوريين حينما بدأت تفاصيل الربيع المزعوم تبدو في مصر وتونس وليبيا واليمن ورأى الشعب أن المطلوب ليس الربيع بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان بمقدار ماهو مطلوب أمن إسرائيل وسيادتها على جغرافية العرب وموقعهم وثرواتهم وماكان من تطبيقات التجربة الإخوانية في مصر أقنع كل مصري بأنه لن يصل إلى الحرية بل الحرية هي لإسرائيل وحسب ولذا انتفض شعب مصر وأنهى المهزلة القادمة باسم الربيع وماكنا نشهده مؤخراً في تونس كيف سمح للأعداء بدخول تونس والمشاركة السياسية في البرامج ومنعت المقاومة في فلسطين ولبنان من المشاركة إذاً السياسة الخارجية والداخلية في تونس وماتزال على قيود خدمة الصهيونية وهذا ماحدا بالقوميين المخلصين في تونس إلى التظاهر ورفع الرايات والشعارات المؤيدة للمقاومة والمتمسكة بدعم صمود سورية واعتبارها -أي سورية- ماتزال قلعة العروبة الصامدة المقاومة.‏

والمستخلص حتى حينه من صمود سورية وإرادتها الوطنية ذات التطلع القومي دوماً أن تصحيح الصورة التي حملت عبئها ولو بكل هذه الأضاحي كان أمراً مفروضاً والمثل يقول: لايقتل المر إلا إذا كان البديل الأمر منه وعليه فإذا بلدنا وشعبنا قد تجرعا المر ومازالا، ذلك لأن تهديد الوجود على هذه الأرض وانقراض الأمة كمفهوم اجتماعي سوسيولوجي هو البديل المنتظر من خلف أقنعة الذين يبقرون بطون النساء الحوامل ويقتلون الجنين فهل هذا هو القادم الآتي؟ ثم مايدهش في عالم التزييف والعهر كما قالت كاثرين شكدام الكاتبة البريطانية أن المسلحين هم إرهابيون في حالة واحدة فقط حين يكون سلاحهم موجهاً إلى إسرائيل أو أوروبا وأميركا وماعدا ذلك فهم ليسوا إرهابيين بل هم معارضة مسلحة ويوماً بعد يوم تنكشف للحلف الأموصهيوأوروبي ومن يستتبعون من العرب في السعودية والخليج أن الإرادة الوطنية في سورية تقاوم في معركتها المركبة أولا ضد الإرهاب الدولي وضد داعميه المحددين: السعودية وقطر وتركيا وإسرائيل إقليمياً وأميركا وأوروبا دولياً وثانياً من أجل كشف الزيف المضلل بأن الذي يحدث ولاسيما في سورية والعراق ولبنان هو قضية داخلية وليس للدول الاستعمارية فيها أي دور وقد سجلت سورية قبل أن يعقد جنيف 2 انتصارات ميدانية ودبلوماسية يتضح من خلالها أن الذين يعرقلون انعقاد جنيف 2 هم الحلف المذكور وتوابعه العرب طالما أنهم على الأرض لايستطيعون إدعاء وجود وفي السياسة كشفت حواضنهم الصهيونية الأمر وأوروبية وقد كانت سورية تتمسك ومازالت بالحوار المنهجي القائم على قاعدة التشارك من أجل العمل الوطني الواحد والحل الوطني العادل للجميع وهذا أول مايستعدي وقف ضخ الإرهاب للداخل السوري ومنع مصدريه من ما يفعلون ودلالة الميدان في اقتتال المجموعات المسلحة على الغنائم لاتقنع أحداً بأنهم المخلصون.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية