تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حسن ابراهيم الناصر.. الإبـداع يســـتمد خلـــوده مـــن عطـر الوطـن..

ثقافة
الخميس 912014
دائرة الثقافة

قدم الاديب والقاص حسن ابراهيم الناصر خلال تجربته الابداعية مجموعة هامة من الأعمال التي احتفت بالانسان والوطن وقدمت اديبا من معاناة الحياة. يكتب حسن ابراهيم الناصر في سجله الابداعي اكثر من عشرة اعمال هامة.

حول تجربته هذه كان لنا معه هذه الوقفة نسأله عن الابداع وكيف يراه فيجيب قائلا:‏

-- البداية الإبداع: كلّ أشواقي إليك وكل اتجاهاتي أنت. لو تنزل السماء قليلاً تبادلنا الحكايا..حكايانا لا تنتهي ولاتقطع الصلة مع الواقع بل يتفتح جميع نوافذ الثقافة على اتجاهات العالم على أن لا يذوب في العاصفة والمتغيرات الخلبية؟‏

الكاتب يستنهض الواقع بلوحة تعبيرية ليخلق عوالمه المختلفة, أطوف في عالم الأبجدية بفطنة الإدهاش وعشقي الأزلي للأرض وحرصي على حب الاكتشاف والتشوق والمتعة أجول في عالمين اثنين أحدهما أوسع من الثاني وأرحب.‏

العالم الأول: النفس البشرية وما فيها من ثنائيات حادة في تقابلها وتضادها وانكشافها.‏

والعالم الثاني: المجتمع وما فيه من أحداث ومتغيرات وطموحات ؟ قصصي مرآة تعكس أحوال النفس البشرية وهي تسبح مثل الفضة المذابة وما من حارس لها سوى القيم النبيلة والأخلاق، أكتشف أحوال المجتمع وسلوكيات الناس. وأكتب عن تطلعاتي؟ محبرتي تفيض عشقاً لسورية لتاريخها العربي القومي المشرف, وانتمائي للقمح وخبز التنور ووجوه الأمهات للنعنع البري.. للزيتون للريف الذي يعني الطيبة. للمدن للياسمين والضجيج. للجبال والسفوح والبحر وشرفات الحبق. أعشق سورية حتى ولو لا أملك فيها ثمن رغيف الخبز. جمالها الطبيعي عشقي وحكايا الناس محبرتي. أعشقها إذا أعطت أو منعت أو حرمت وحتى لو ظلمت ؟.‏

- وماذا عن المراة في ابداعك؟‏

-- المرأة كشجر اللوز وعطر الياسمين ملهمة الإبداع وهذه حقيقة كما كل شيء جميل في الكون.. المرأة هي: الزوجة الحبيبة والصديقة والأم والابنة. يشدني الحنين إلى القلم والورق والقهوة..متخيلاً امرأة تشبه الضوء تأتي مع الهيل معطرة بالحبق.. ابتسامتها يعني أن الدنيا تضحك..بعينين عسليتين أخاذتين تعبران شغاف القلب. تعيد لي توازني وتصبح محبرتي كل هذا العشق الكتابي.‏

في نجمة العلا الشرقي قرية «معان» التي تغفو بين سنابل القمح يوقظ ناسها آذان الفجر وصياح الديكة، يملأ فضاءاتها الحب. ينهض الفلاحون إلى الحقول التي تنتظر سواعدهم وترتوي من عرق جباههم. كان مولدي في عام المد العربي والقومي «يعانق نجوم السماء» لقيام الوحدة العربية بين سورية ومصر عبد الناصر، في عام 1957، في بيت طيني علمني أبي:‏

أن الكتاب أيضاً وطن، والأرض هوية وانتماء.‏

وأن الله خلق الكون لأجل الإنسان الذي هو «غاية الحياة».‏

الأدب تاريخ الإنسانية ونبض الجغرافيا. رسالة حضارية إنسانية متجددة تلك حكايا لا تنتهي ! وأنا مؤمن بما قال الرئيس الراحل القائد التاريخي المقاوم حافظ الأسد..على روحه الطاهرة سلام الله: «لا رقابة على الفكر إلا رقابة الضمير» ولا أعتقد أن أحداً في هذا العالم تحدث عن أهمية الثقافة والفكر كما قال الراحل الكبير رمز الوطن حافظ الأسد.‏

- هل تخلى الاديب عن دوره؟‏

-- إيماني كبير... بأن للأدب دوراً حقيقياً في بناء الأجيال ورفد المجتمع بالمثقفين واستنهاض حالة الوعي الجمعي, وتعميم ثقافة الحوار العقلاني ليكون دور الأدب تعليمياً وتوظيف الوعي, في مواجهة الجهل والفكر التكفيري الرجعي المتخلف الذي يهدم الأوطان والنفوس والفكر كما يحدث في وطننا الغالي سورية حالياً يا للأسف ؟.‏

- أهم التحولات والمتغيرات التي خضعت لها تجربتك في كتابة القصة؟‏

-- كانت مع بداية رحيلي من الريف إلى «العاصمة دمشق» هذا العالم المنفتح على جهات الدنيا الثقافية والسياسية والفكرية. لفتى جاء من الريف الفقير لا يملك شيئاً. كانت «دمشق» مدينة الحلم والانطلاق في عالم القراءة والكتابة وأنا أحفر في الصخر. دمشق عبق التاريخ والياسمين والجمال. عشقتها بمائها وترابها.. حيث كان بردى يفيض على ضفتيه من: ساحة الأمويين إلى جسر فكتوريا وساحة المرجة وباب توما، كنت أقطع تلك المسافة متمتعاً بجمال الشام.‏

ولمقاهي الشام قصص كتبتها وكتبتني.. لصباحات الياسمين والدروب الظليلة والتي تعبق بالماضي والتاريخ والإنسانية.. لنارنج الشام والبيوت القديمة التي تركت فيها ذاكرتي وأحلامي منذ عام 2008 وجئت مدينة «طرطوس «التي يغفو البحر على صدرها عاشقاً أبدياً. وهنا شرفة للجبال والزيتون وإطلالة رائعة على البحر.‏

أرى أن من واجب المثقف أن يكون واضحاً في تبيان دوره ورؤيته الفكرية بدون أقنعة تسقط عند أول اهتزاز وبعيداً عن الانتهازية والنفاق والتسلق..يجب أن يكون الكاتب واضحاً تجاه ما يكتب ويؤمن وما يريده أن يصل للقارئ والعمل على نشر الوعي ومفهوم التآخي والمحبة والمعرفة وفلسفة الحياة..أي نهضة فكرية بالعلم والعقل والعمل... لتواجه ثقافات العتم والجهل وربما هذا ما نعاني منه في هذه الأيام من مخلفات تأثير الجهل والتخلف حتى على مثقفين ونخب وكتاب باعوا أنفسهم لشيطان النفط وانخلعوا من ذاتهم وهويتهم الوطنية.وانسلخوا عن هويتهم السورية لمصلحة المال القذر والعصبية والجاهلية. متناسين كل ما قدمته سورية لكل مواطن سوري من: تعليم وطب ومنجزات كبيرة لاتحصى.‏

** ** **‏

بطاقة‏

- مواليد 1957 «قرية معان.. في محافظة حماه».‏

- الجوائز: في مسابقة القصة القصيرة فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب لعام / 2001/ نلت الجائزة الأولى عن قصة قصيرة «وحيداً يمشي».‏

وفي مسابقة الإمام الخميني «رحمة الله عليه» بمناسبة يوم القدس العالمي للإبداع الثقافي والفني للمركز الثقافي الإيراني بدمشق... ونلت الجائزة الأولى عن قصة قصيرة «امرأة تبكي» لعام /2004/.‏

- صدر لي خمس مجموعات قصصية: تتحدث عن الأرض, الوطن, الإنسان, الضمير والوجدان, عن تضحيات المرأة, عن المبدأ في الحياة, عن المقاومة وفلسطين والرؤى والأحلام والبحر:‏

1 لا مكان يتسع للحب.. اتحاد الكتاب العرب.‏

2 أيام بلا أوراق.. طبعة خاصة.‏

3 جمرات الشوق.. اتحاد الكتاب العرب 2003.‏

4 مدينة بلا سور.. اتحاد الكتاب العرب 2004.‏

5 امرأة من ندى.. اتحاد الكتاب العرب 2013.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية