تحاول الشاعرة أن تقدم نصوصاً تحمل تعابير جديدة وفق منهج شعري حديث تعتمد خلاله على ألفاظ جديدة انتقتها لتلائم الموضوع العاطفي الذي طرحته دون أن تربط ذلك الموضوع برموز أو دلالات معتمدة على انعكاس حالات نفسية وداخلية أغلبها يعكس ذات الكاتبة تقول في عبث مع الكلمات ...
آهاتك ترهقني .. وأنا أسمع صداها
يرقص على حافة الألم
يسير كجدول هارب من مساره .. يتلوى وجعاً
تعوض شيخو عن الموسيقا بتصوير الوجد والأشواق بشكل يشغل المتلقي ويجعله يعيش حالة من الحميمة المتوافقة مع أسلوب السرد الذي وصلت به الكاتبة إلى أعلى درجات الحب وهي تحادث أي رجل قريب من ذلك الشخص الذي تحب نزولاً واستجابة لقلب يلهج شوقاً.
ويخفق لحضور ذكراه الدائمة كما في قولها في قصيدة سأكتب لك ..
لم أتوقع يوماً أن أكتب لك
ولكني أحتاج أن أحادث أحداً قريباً منه
كيف هو ؟ .. أخبريني بالتفاصيل
هل ما زال يحب القهوة مرة كأيامي ..
ويحب السهر والنظر إلى النجوم البعيدة كأحلامي
تمتلك الشاعرة قدرة على التشبيه والاستعارة فتؤدي حالة تصل إلى مستوى الشعر إلا أن تجربة الكتابة القصيرة لديها تفلت التصاعد العاطفي للنص وتترك خللا في توازن الموضوع الذي يؤدي إلى استخدام عبارات قد لا تتوافق مع البنية المعنوية للنص فلا يمكن للشظايا أن تحاك ولا يمكن للقلب أن يعود كما كان إذا تحطم .. تقول:
قلبي الزجاجي .. مل كثرة التحطيم
ومللت جمع شظاياه اليومية .. وحياكة جروحه الخفية
وفي بعض نصوص المجموعة تتألق العبارات فتقدم مفرداتها في صياغة يتجلى فيها الإبداع الذي يزينه التدفق العاطفي فيجعله أكثر شفافية حيث يأتي النص متناسقا نظراً لعدم تصنعه في كتابته ولمثوله للدوافع الداخلية وللمعرفة التي تتدخل في جمال الصياغة دون قصد تقول في نص بعنوان في عقد غيابك:
في مقهى الأمل أفرط عقدي .. لتتدحرج مواعيدك ووعودك
مصدرةً ألحاناً .. أرقص على أنغامها .. وحين أنتهي أعود
لأحيكه من جديد.
وترى شيخو أن الحب هو أسمى ما يمكن أن يعيشه الإنسان حيث يؤدي إلى التوحد والانسجام ويصل بأصحابه إلى عالم آخر يعيش فيه المحبون منتهى السعادة والنشوة وذلك وفق قناعاتها التي تعبر عنها في طرحها الجديد تقول في قصيدة ظلي:
يا رفيقي وحبيبي وظلي
تنظر في المرآة لتراني .. وأنظر بعينيك فأرى نفسي ممددة
وفي بعض نصوص المجموعة يوجد ما يفوق كل المحتويات في المستوى والمعنى فتنسج من عواطفها عبارات مليئة بالشفافية ومحصنة بالكبرياء ومنسوجة بالفاظ قوية تجعل من الحب حالة يعجب بها أي متلق وتسجل مضامينه على صفحات التاريخ كما في قولها في قصيدة نحو القمر تقول:
أهرول على صفحات العمر .. منتعلة الحبر .. لأرسم تاريخنا معاً
ما إن أنتهي .. حتى أتابع سيري في الأفق
وجهة القمر .. تاركة آثار أقدامي .. نجوماً .. يضيء عتمة الأيام
الكتاب عبث مع الكلمات . - الشاعرة بسمة شيخو - منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب2013.