في العشق الأول ، لا تهتد، بسمالخيات ، كرز الخسارات ترجل أيها الوثني الجميل، كانتباهة سروة، فقط، أنثى ، قاسيون..
تقع المجموعة في 180صفحه من القطع المتوسط.
يبدو أن الشاعر قد استفاد بطريقة مثلى من التقدم الذي أحرزته العلوم والفنون والتقنية الحديثة في مجال رسم معالم جديدة لنصوص مجموعته الشعرية، حيث اتبع الكاتب أسلوباً جديداً في صف كلمات القصيدة على شكل عمود، ولا أعرف إذا كان القصد هو زيادة عدد صفحات الديوان أم أنه يرى في هذا تميزاً وتفرداً عن غيره من الشعراء، أم أن هذا النمط من الشعر يتطلب إخراجاً على هذه الشاكلة؟
اعتقد أن هذا النمط من الكتابة هو أكثر انسجاماً وتجانساً مع الخواطر، ولو وجدت بعض الايقاعات والصور الشعرية الطافحة في الجمال والروعة، والتي تلقى استحساناً من القارئ كما في قصيدة « أنثى» حيث قال: الوردة التي ناولتها إياها سقطت دون أن تنتبه وحيث استلقت الرائحة غفا المكان.
وفي قصيدة «فقط» يقول: مللت من الدالية تعبر السطح رافعة قميص السؤال من الظّل ينصب الفخاخ لديكة الضوء فيسقط فيها من السروة تنتظر إغفاءة النهر كي تستحم بعريها فقط أريد أن أنام.
ومن أجمل اللقطات التي أغرقت القارئ في جلال جمال الصورة وشكلت نوعاً من التفاعل المباشر، والحقيقي القارئ عندما قال في قصيدة «كانتباهة سروة » كلما أحكمت دوارها سقط قمر من الشرفة، تعي أنوثتها جيداً توقظ الفجر تنام في سرير، تمايلت، تطاير الوقت بكامل جدائله انفرطت، سبحة الجسد، لم تنتبه لقدوم الشتاء مع ذلك شمرت عن ضفتيها واستلقت تلك الساقية، وفي قصيدة « أعلى من قامة الريح بوردة» قال: زهرة انبلاجك جدُّ عالية يا امرأة وأنا الريح تقلص المسافة بين قدومك والصياح أدمنتك كانتباهة شاهقة كظلّ سار في يقظتي وغفا مذ كانت الغزالة تكتب السهل.
هناك عدد من قصائد «ستفتك بك امرأة عالية التفاح» ومضات ودفقات شعورية ذات الايقاع السريع، يتناولها القارئ دون ملل ويشعر أن الشاعر يتحدث بلسانه ويكتب مايعتمر صدره، أي يعبر الشاعر عن مكنونات قد لا يجيدها القارئ أو لايقدر على استنباطها أو التقاط ماهيتها من الوسط المحيط.
ولذلك عندما يقرؤها ترخي بظلال جميلة عليه قال:
في قصيدة بسمالخيات: إذا كان الأخضر يجعل الأحمر يغني كيف لي أن أكون أحضرك يا بسمالخ، أي بسمالخ أكلما جعت وجف الحليب في فمي لا أجد سوى ثدييك؟
كثيراً ماكنت اسمع نداء الحجارة لغو الصمت تلاسن السنديان والجوز في حضرة الطفولة أتخفى بالعصافير وقمح الصبايا كي استعيد فراراً منك اليك بسمالخ المجموعة قدمها الروائي ياسين رفاعية وبيّن أن أوس أسعد شاعر بدون مقدمات يمتلك مغامرة انسانية مسلحة بالشكل للوصول الى اليقين ، ومن يقرأ شعر هذا الشاعر يشعر بأن له تجربة عميقة مع الشعر ولم يتجرأ على دخول محرابه إلا بعد أن تأكد أنه يملك نواصيه وأيضاً الشاعر عماد جنيدي كتب عن المجموعة: نحن إزاء تجربة حداثوية موهوبة شرط أن تحظى بالاهتمام والنقد .