تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شام يامغروسة في النفس كالوزن في متن القصيدة

كتب
الخميس 9-1-2014
يمن سليمان عباس

اذا لم يكن الشعر مداد الروح في الغربة والملمات هل يبقى شعرا او يبقى له معنى الشعر او نفحة من الروح ام يكون مجرد كلمات عابرة لا معنى لها ما ان تسكب على الورق حتى يجف حبرها وتصبح خواء

لا معنى له وما اكثر ما نراه في زمن صار فيه كل من هو قادر على طباعة مجموعة من الاوراق التي تمتلء بمئات الكلمات يدعي انه شاعر وعلينا ان نصفق له وندبج الكلمات في مديحه ولكن ماذا عن الشاعر الحقيقي الذي يناى بنفسه عن الدعاية المجانية يترك ينابيعه الابداعية تتدفق طوع الخاطر كما الينبوع الهادر من بين صخور دهرية ماء عذب سلسبيل يتدفق لايسال احدا ان يبوح باسراره، اغانيه موسيقا موجاته الجميلة تتدفق رويدا بين حقول صغيرة لتصبح في نهاية المطاف وردا وشجرا ينمو ويكبر واذل بنا امام مشهد حقيقي لم نكن لنراه لم نكن لننتبه اليه ولكنه موجود وحقيقي ولا يعني عدم رؤيتنا له انه غائب فنحن الغائبون هذه حالنا مع الشاعر بيان محمود السيد الذي لم نكن نتابع نتاجه الشعري سابقا وهذا تقصير حقيقي منا في زحمة الحياة بيان السيد في مجموعته الصادرة حديثا تحت عنوان : واليك ارجع,شاعر حقيقي وينبوع يتدفق عذبا ماؤه من سماء ومن غيم هذا الوطن الغالي والعالي ورجع موسيقاه وحقول معانيه من بوح الارض ومن عبير دمشق ومن سمو وصلابة قاسيون يرق ليشف ويفصح ليبين من غير عيي او ادعاء تنسكب الدفقة الشعرية كانها مسكوبة من ذهب الكلمات‏

الوطن عنوانه الاول والاخير ومن لا وطن له لا حياة له لا جذور له، لا قيمة لابداعه اينما كان واينما اتجه فالوطن المحرك الاول والاخير لهذا الابداع من هنا تاتي اهمية ان تكون مبدعا قادرا على التقاط اللحظة التي تعني انك تعيش الوطن وآلامه واحلامه : اليك ارجع عنوان يباشر الوطن بلا مواربة ولا خجل ولا خوف والى الوطن يتجه منذ اللحظات الاولى لتشكل الدفقة الابداعية‏

صحيح ان الشاعر لم يفتتح مجموعته بنصه الذي وسم به مجموعته لكنه الدفقة الحقيقية في حب الوطن واللهفة اليه الى امله وثراه يقول السيد:يا كرمة البسمات\عاد الطير للعش الرؤوم‏

فامسكي بثرى اديم‏

كان في ماض قريب منجما للخير‏

يا كرمة النسمات‏

هل سيكون عودك ا نضر القسمات‏

ان غابت عروقك ...........في تراب النجمات‏

هل القاك اذ مر الزمان‏

واثقلت ورقاتك الخضراءاجواء الغبار‏

انه الوطن الذي انمانا واعطانا وعلمنا كرومه كانت دروبنا لم يبخل علينا ابدا كان الام الحنون والاب الذي شدنا بالمحن فما بالنا اليوم نراه جريحا بسيوف الغدر ونصمت اليس من العار الا نكون نحن البلسم لجراحه كيف لا ونحن من من عطائه ومن بنيانه الشامخ الوطن باق فينا نحن هو هو نحن لم ولن يموت ابدا مهما كانت التضحيات كبيرة يقول السيد:الدرب ينزل‏

والنزول يسير في غير احتمال‏

والعابرون عليه غابوا‏

والجواب هو السؤال ..............‏

اهو اتجاه المقبرة‏

ام انها درب لارض مزهرة‏

تكفي روابيها لتزرع بسمة‏

ولكي تكفكف دمعة ويعيش فعل المغفرة‏

تكفي سواقيها لتورق كرمة‏

ولكي تزين نجمة عين السماء المقمرة‏

والحزن الشفيف الناعم الانساني بكل بهائه هو طريق الشاعر الى الابداع اليس الحزن محركا اصيلا الى ذرا عالية من الابداع الذي لا يموت ولا ينكسر لانه نبض القلب وشرايين الدم يعيدنا بيان السيد في نصه ساموت وحدي الى الام الابداعيين العرب الى حقول الحزن عند نديم محمد والياس ابي شبكة يقول بيان :‏

ساموت وحدي‏

لن اشارك كائنا لحظات موتي‏

ساموت وحدي‏

لن ابعثر اضلعي في باص نقل كي يتاجر خائن بدمي‏

ولن اندس بين الكافرين‏

لكي افوز بانهر اللبن المريض‏

وخمرة الصنف الرديء‏

وحانة للعهر في ملل الجنان‏

والموت هو الميراث الوحيد الذي يريده يعتز به يناديه يطلبه :‏

موتي هو ملكي‏

هو الرفض الاخير لكل ما طأطأ جبه الراس قربه‏

رفضي لذلك الخوف‏

للايمان عند الفاجعات‏

وللجدال الخصي في اصل الخليقة‏

موتي مقامرتي‏

ولكن الموت كما عند ابي ريشة هوذهاب في رحلة خلف الافق لكن العودة لا ريب فيها‏

موتي مقامرتي‏

هو الورقة الاخيرة بحوزتي‏

فاذا اتى وقت العشاء وما اتيت فلا تخافي‏

كل ما في الامر ان مسافرا‏

اخذ القرار بان يعود‏

ولكن الى اين العودة الى عالم آخر خال من الام ومن أي احزان ام انه يعود مع نسمة وسنى ومع ورقة خضراء اتراه يعود الى رياض دمشق الى حدائقها وبساتينهاوهو الذي يرى دمشق :‏

محفورة كالنحت في تيجان اعمدة الهياكل‏

نقشة ذلك المبسم‏

مطبوعة ذكراه مثل متاهة الابهام في ظهر الهوية‏

مغروسة في النفس‏

كالزيتون عند مقام ضيعتنا‏

منسية في الروح مثل بيوت سرجيلا‏

كالوزن في متن القصيدة‏

تلك البعيدة‏

والشام هي بدء الكون والتكوين هي الحرف الاول والنبض الاول شامة الله على الارض الحضارة والمدنية والمعنى وستبقى الى ان يرث الله الارض وما عليها :في البدء كانت وحدها‏

في البدء كانت اول الكلمات .............. شام‏

شام الوجود بداية الدنيا وملزمة الختام‏

سبح بخمر شفاهها الاكرم‏

عيونا جل خلقها‏

وثغرا جل ان يرسم‏

ومن يلق بغير الشام ريعانا فلن يفهم‏

نزول الله في مبسم‏

الوطن عند بيان السيد حرف ونبض وقلب واهل وموعد هو البدء الاول والاخير اليه كل ابداع واليه كل معنى من معاني الوجود فلا قيمة لأي شيء خارج الوطن والحنين الشفيف الذي بثه الشاعر في حنايا قصائده يشع ليضيء ويتقد ليصبح نارا تتقد بحب الشام وشوقا يصبح هياما لا ينطفى إلا بالعودة الى ثرى سورية فكان العنوان الانيق والموحي واليك ارجع فالرجوع اليك ايها الوطن هو رجوع الى الحياة بكل ما فيها‏

انه رجوع لوطن دعانا فلبى الشاعر النداء وهل من نداء اكثر قدسية من نداء الوطن وهل اروع من تلبية النداء بخفقة القلب ونبض الابداع‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية