تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


انتهاء صلاحية..!!

مجتمع
الخميس 9-1-2014
دارين جوهرة

تأخذنا رحلة الحياة نحو تيارها المزاجي فترسو بنا تارة على شواطئ الحب والعلاقات الإنسانية الرائعة من أخوة أو صداقة أو خطوبة أو ارتباط شرعي ، فنحلق فرحاً بتواجد من نحب ،

وتمتزج الأرواح فنكتب سوياً بداية رحلتنا بمداد الروح لتسكن الفرحة وأسمى المشاعر أعماقنا الدافئة بربيع العلاقة ، وتحتضن السطور كلمات الحب الخالدة بسعادة وسرور .‏

ثم يضطرب موج الحياة ويقذف بنا بقسوة نحو صخور الشاطئ المتراكمة بلا حول لنا ولا قـوة ، فننهض رغم الجراح لنعود إلى ضفاف الذكريات فنخط هناك إحساس الألم على صفحة الأيام بدموع الفؤاد لنسجل تاريخ الفراق ، ونرحل مع تساقط أوراق الخريف ... حين يعجز القلب عن حب من يحب ، نقف مذهولين من مشاعر قد انتهت صلاحيتها , وحين تقول العين أنا لا أراك ولا أريد رؤيتك هنا نتأكد من مشاعر قد انتهت صلاحيتها ,وهل المشاعر تنتهي صلاحيتها كأي منتج ؟‏

عندما نغرم ، نحب ، نعشق أشخاصاً إلى حد الجنون ونحن على أتم الاستعداد لعمل كل ما يريدونه منا وننصدم بأنهم لايبالون، وبعد فتره من الزمن يأتون ويقولون نحن هنا!!! هنا تكون المشاعر انتهت صلاحيتها، لا يستطيع القلب حب من لايبادله الشعور, كل شيء له وقت ومدة وزمن , انتبه فلم تعد محبوباً ...واحذر فأنت على وشك خسارة شخص غال عليك .‏

مؤشرات‏

هناك مؤشرات تدل على انتهاء صلاحية الحب: عندما يتحول الخوف عليهم..إلى الخوف منهم , وعندما لا ننتظرهم بقلق وترقب , ولا نحصي عدد أيام الغياب ..وعدد الأيام المتبقية لعودتهم , ولا نهتم بوجود الآخرين بمحيط اهتمامهم , ولانتهرب بعد الفراق من رؤية بقاياهم , وعندما لا يخفق القلب بشدة عند سماع صوتهم وشم رائحتهم في المكان , عندما لايفجر برد المطر في القلب ..دفء الحنين , وأن الحياة لا تتوقف برحيلهم , وعند شعورنا بأن حجمهم في قلوبنا كان أكبر من حجمهم الحقيقي واكتشاف مساحات خالية في قلبنا تتسع لغيرهم .‏

أليس الحب علاقة إنسانية سامية ؟‏

أليست الأخوة و الصداقة رابطا أزليا أصيلا ؟‏

أوليس الزواج ميثاقا مقدسا نبيلا ؟‏

فلماذا يكون لها تاريخ انتهاء صلاحية ؟ لماذا يتحجج البعض بالظروف , وآخرون بمشاغل الحياة ؟ إن كانت العلاقات الإنسانية صادقة ووفية فهي حتما سوف تكون صامدة تقاوم كل رياح التغيير ، قوية أمام تيارات الحياة !!! ولكن الواقع يشـهد خلاف هذه النظرية ، فهناك صداقات وعلاقات شرعية حكم عليها بتاريخ انتهاء غير مدرج !! وكأنما كتب على جبينها تاريخ بدايتها وتاريخ نهايتها !!!‏

لا ندري ... هـل نحن في زمن طغت فيه المادة والمصالح والأطماع بحيث أصبحت تحكم علاقاتنا مع الآخرين بتاريخ بداية وتاريخ انتهاء ؟ حياة تخط لنا بزهو أن من معك اليوم سيرحـل عنك غدا !‏

بداية ونهاية‏

أساس بناء العلاقات الإنسانية هو الاحترام والحب والثقة والعطاء دون انتظار مقابل , أما الآن أو ربما الواقع فإن 90% من العلاقات الإنسانية أساسها المصلحة الشخصية , والمضحك أن هذا يسمى في العصر الحالي «عدم خبرة في الحياة - نوع من المثالية في التعامل مع الآخرين » وغالباً ما يقابل بالاستغلال من الآخرين لمصالحهم الشخصية, وأسباب انتهاء العلاقة الإنسانية هو انتهاء المصلحة الشخصية, حتى ان استمرت بعد انتهاء المصلحة الشخصية فإنها تستمر فاترة كجسد بلا روح .‏

حياة الإنسان غالية وقلما نجد إنساناً حياته رخيصة عليه إلا طالب شهادة أو مجنونا طالب انتحار وشتان بين الاثنين في الحقيقة , فما من شيء مهم لحياتنا إلا ونجد له تاريخ صلاحية (الأكل ... الشرب ... الدواء ) فكلما كان التاريخ قريباً زادت جودة الشيء وزادت ثـقـتنا به ماعدا (المعـتـق) الذي يقال انه كلما تقادم تاريخه ارتفع ثمنه !!‏

ومن هذا المنطلق بأن تاريخ الانتهاء لا يرتبط إلا بما هو ضروري وهام لحياتنا ومن منطلق أن هناك من يرى أن الحب ذو أهمية لحياتنا فإن الحب قد يكون منتهي الصلاحية !! قد يكون في الحديث شيء من الغرابة والغموض ولكن يجب أن لا نربط بين الحب وانتهاء صلاحيته وبين الملل الذي نشكو منه كمحبين , فانتهاء صلاحية الحب تأتي قبل تذوق نكهته عندما يطول الانتظار ويكون الصمت عنواناً لذلك الحب ويكون الخوف من قادم مجهول, ولاتكون هناك أي خطوة للأمام , فإن بعدها عشر للوراء عندما يكون الظن واللامسؤولية عبثاً , حتماً سنـنـتـظر ونـنـتـظر إلى أن تـنتهي صلاحية الحب وبعدها لن نشعر به سنراه عادياً ... مات الإحساس به وماتت الروح التي كانت تؤججه سنرى كل التصرفات عادية... غير مستغربة سنرى وسنؤمن أن الشجر يموت واقـفاً ثم تتصادم الإشارات والاتهامات المتبادلة بين الجميع (أنت المذنب) لا ( بل أنت المذنب).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية