تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كيف تواجه الأسرة مشكلاتها الاقتصادية ؟ المعرفة أول الخطوات .. وغياب الحل ينعكس على تماسكها واستقرارها

مجتمع
الخميس 9-1-2014
بشار الحجلي

مع اختلاف وتبدل الظروف المحيطة تتعدد المشكلات التي تواجه الأسرة السورية وتبرز معها ضرورة البحث عن حلول تجنبها حدة التأثر السلبي بالوضع المحيط، فمن مشكلات تأمين الموارد وزيادة معدلات الدخول

لمواجهة تكاليف الحياة المرتفعة مرورا بمشكلات الأسر المتعددة التي يتعلق معظمهما بشؤون التعليم والصحة والرعاية المطلوبة للأفراد إلى تأمين متطلبات الأكل والطعام والملابس إلى تأمين الطاقة والمحروقات والنقل وغير ذلك من المشكلات التي يمكن أن تترك أثرا على استقرار الأسرة بشكل عام.‏

كل تلك المشكلات التي ذكرناها وغيرها ، مالية كانت أم اقتصادية أو أية مشكلات أخرى يبقى لمواجهتها وحلها أهمية بالغة نظرا لما يعنيه ذلك من عائد حقيقي يساعد في استقرار الأسرة ونموها .‏

حتى لا تصبح مشكلة‏

المحلل والباحث الاقتصادي الدكتور محمد الكوسا قدم رأيا مهما للتعرف على أهم المشكلات ذات الطابع الاقتصادي التي تواجه الأسرة السورية.. طبيعتها وآفاق حلها حدثنا بقوله: يرتبط نمو الأسرة ارتباطا وثيقا بالمسألة الاقتصادية وتأمين الموارد وتحقيق كفاية اقتصادية عادلة تتيح لها نوعا من الاستقرار وتضمن لها مستقبلا مريحا، لكن تبدو هذه المعادلة صعبة التحقق خصوصا وأن نموا دون مشكلات هو رفاهية غير متاحة في الوقت الراهن وهذا يفرض على الكثير منا البحث عن حلول ومقترحات فاعلة تمكنه من معالجة هذه المشكلات حتى لا تصبح معيقة أو مدمرة ، ولهذا فإن طبيعة المشكلات ذات الطابع الاقتصادي التي تواجه الأسرة ترتبط يشكل مباشر بطرق كسب الأفراد والأسر لمواردهم وهي متعلقة بحجم إشباع الرغبات ونوعها وهي في الغالب متفاوتة الشدة والخطورة .‏

وردا على سؤال حول ماهية هذه المشكلات قال الدكتور كوسا: هي متفاوتة في طبيعة حدتها وطرق معالجتها ويمكن تصنيفها بناء على ذلك فهي مشكلات تتعلق بالموازنة بين الدخل ومتطلبات الاستهلاك والإنفاق ، ومشكلات ناجمة عن قلة الموارد يقابلها مشكلة الادخار والتكوين الرأسمالي والاستهلاك غير المضبوط ومشكلات غلاء الأسعار ومشكلة البطالة وعدم توفر فرص العمل المكافئ للقدرات والعائدات الضعيفة هذا إضافة إلى مواجهة المشكلات الصحية والتعليمية والاجتماعية ومشاكل تأمين النقل والطاقة والسكن والاحتياجات الطارئة وغير ذلك .‏

والأصل في خطورة المشكلات ذات الأثر الاقتصادي هو عدم إعادة الاختيار أو إمكانية التجاوب لحل هذه المشكلة فكل مشكلة يمكن حلها ، لكن عندما تكون الحلول صعبة وغير ممكنة الحل تظهر خطورتها على الأسرة واستقرارها .‏

الحلول عموما على بساطتها بحاجة لتكلفة وعندما نستطيع تخفيض هذه الكلفة سوف يترجم ذلك ربحا ما أو إمكانية مستقبلية لتجنب خسارة لاحقة .‏

معرفة المشكلات أول الحل‏

وبرأي الدكتور كوسا فإن المعرفة تمثل مقدمات مهمة للحل وهذا يعتمد على الحساسية المعرفية لدى كل أسرة والثقافة الاقتصادية والمجتمعية التي تتمتع بها فهناك اختلاف حقيقي في مستويات المعرفة ينعكس بالضرورة على طرق وأساليب الحل فالأسرة التي لا يملك إفرادها تراكما معرفيا لا تنجح بالوصول إلى حلول كافية لمشكلاتها ، والمهم هنا في التعرف على المشكلات يعود لطبيعة الأسرة وتكوينها المعرفي والاجتماعي وقدرتها على تحديد احتياجاتها .‏

وبالتالي يمكنها إدراك المشكلة وتحليلها وتحديد مستوياتها من خلال معرفة الأسباب وتحديد عناصرها والمؤثرات عليها وعليها البحث عن فرص الحل المتاحة والتعديل في الأساليب إن احتاج الأمر ومن ثم إتباع الخطوات العملية التي تنطلق من تحديد الموارد والاحتياجات والأولويات ووضع موازنة أسرية مناسبة \ أسبوعية ـ شهرية ـ ربعيه ـ سنوية \ للموازنة بين الدخل والاستهلاك وتحديد الاحتياجات وإتباع نظام صارم للإنفاق حسب الضرورة وتأجيل الرفاهية حيث يتطلب الأمر كذلك على الأسرة التفكير بتكوين رأس مال يكفي للاستمرار ومواجهة المشكلات الطارئة والاستثمار الصحيح في مجالات الرأسمال البشري من خلال التركيز على التعليم والاهتمام بالصحة والعلوم والمعارف الاجتماعية والاقتصادية التي تساعد على اتخاذ القرار الاقتصادي الصحيح .والشعور الدائم بأهمية العمل وعدم التكاسل والشعور المشترك بالمسؤولية لجميع أفراد الأسرة عند مواجهة المشكلات.‏

حتى لا تتحول إلى أزمات‏

أخيرا إن التعامل مع أزمة واحدة مسألة ممكنة لكن الأزمات تأتي مجتمعة تستنزف وقتنا وإمكاناتنا فكل الأزمات كانت في السابق مشكلات لم يتوفر لها الحل في الوقت المناسب فتراكمت لتصبح أزمة وعندها يصبح الحل صعبا ومكلفا جدا الأمر الذي يضعف قدرة الأسرة على المواجهة ويكون على الغالب على حساب استقرار الأسرة وتماسكها وهذا بالتالي يضعف المجتمع خاصة عندما تعصف به الأزمات من كل جهة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية