تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وجوه متعددة والدور واحد

الخميس 9-1-2014
مها جميل الباشا

في الوقت الذي بدأ فيه العرب بدفن تاريخ حضارتهم  في وحل الصهيو أمريكي استخدمها الأخير في تنفيذ مآربه بعد أن استعصى عليه ذلك بالمواجهات الحربية بدءاً من حرب تشرين التحريرية 1973 وانتصار الجيشين العربيين السوري والمصري،

ولولا الخيانات وقتئذٍ لكانت الأراضي المغتصبة قد عادت، إلى انتصاري حزب الله في حرب تموز 2006 وكسر اسطورة الجيش الأقوى في‏

الشرق الأوسط (الكيان الصهيوني) وحرب غزة 2008 بتقنيات وتكتيكات صواريخ السوري وسواعد فدائيي غزة،  ولا ننسى إخفاقه في السيطرة على العراق وأفغانستان،  فلجأ إلى استحضار الشخصية الهامة في التاريخ الإسلامي ودورها في أحداث الفتنة الأولى التي استمرت ليومنا هذا وقصة اختفائه التي حيرت البعض (شخصية عبد الله بن سبأ) مؤسس الجماعة الماسونية في عصر الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه والتي أدت إلى مقتله وفتح باب الفتن في العالم الإسلامي لنشر الفوضى التي عرفت في العرف الماسوني بالفوضى الخلاقة في القرن الحادي والعشرين الميلادي على يد زعيمة الماسونية الولايات المتحدة الأمريكية وتمويل بني سعود بما يعرف اليوم بالإخوان المسلمين الوهابية ونشر فكره المتشدد الصهيوني ذي السلاح الأشد فتكاً وخطراً على يد أذرعها (القاعدة - جبهة النصرة ولواء التوحيد وداعش – الدولة الإسلامية في بلاد الشام والعراق والجيش الحر وغيرهم) مهما اختلفت التسميات التي نسمعها اليوم إلاّ أن جميعها تنضوي تحت لوائها.‏

بفرض أن  الولايات المتحدة الأمريكية وحليفها المدلل (الكيان الصهيوني) قد نجحا  في نشر الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط إلاّ أنهما قد أخفقا في السيطرة على ثرواته النفطية والمائية، ليس هذا فحسب وإنما دخلت عنق الزجاجة ومن الصعب إخراجها منه إلاّ بقدرة القادر عز جلاله. يثار الحديث اليوم بأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم عقد مؤتمر جنيف 2 بغية محاربة الإرهاب واقتلاعه من جذوره والسؤال الذي يُسأل: كيف للأب الروحي (الكيان الصهيو أمريكي) للإخوان المسلمين وأذرعها أن يقتلعها بعد أن عمل لسنوات طويلة  بغية اغتصاب واحتلال دولٍ وأقاليم  ؟‏

في الشكل الإرهاب الأسود (الإخوان المسلمون وأذرعها) تقاتل بشراسة منذ قرون خلت حتى يومنا الحاضر، مرة نراه في العراق ومرة في سورية ومرات في مصر وتونس وليبيا واليمن وفلسطين والصومال والآن في لبنان والسودان، لكن قتاله فاق كل التوقعات من ذبح وتقطيع وقتل أرواح لا ذنب لها إلاّ أنها من قاطني الشرق الأوسط حيث توجد الثروات النفطية، والأنكى من كل هذا بتمويل عربي ومقاتلين عرب وأجانب واستنفار للمنظمات الدولية والإقليمية بهدف تسهيل عبورها إلى الهدف المنشود. لذلك سنسمع العديد من التسميات لجنيف 2 و 3-4-5 وهكذا ، في كل مرة سوف نشهد حادثاً أليماً في الشرق الأوسط إلى أن ينسى العالم موضوع الجماعات الإرهابية وجرائمها الدموية وتعود إلى قواعدها في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة سالمة لمنحها إجازة طويلة بعد أن انكشفت وظهرت للعلن وفشلها في تحقيق الأمر المطلوب ومن ثم عودتها في توقيت لاحق تحدده الولايات المتحدة الأمريكية بشكل آخر مع الاحتفاظ بالأهداف المنشودة.‏

واهم كل سياسي واقتصادي واجتماعي وعسكري ومفكر ومثقف في العالم العربي والغربي أن يشارك الأب الروحي (الصهيو أمريكي) للإخوان المسلمين باقتلاعه من جذوره، وواهم كل من يعتقد بأن المؤتمرات والمنظمات الدولية والإقليمية ستعمل من أجل اجتثاث الإخوان المسلمين الحلقة الأقوى للولايات المتحدة الأمريكية في هيمنتها على العالم وواهم من يعتقد بأن الأمريكي غيّر وجهه من المخادع والماكر إلى الحمل الوديع .‏

اليوم نحن أحوج ما نكون إلى التكاتف والتعاون العربي قبل الغربي في القضاء على كل أشكال الإرهاب وهذا مستحيل في وقتنا الراهن لتشرذم وضعف بعض العرب (الزعماء والملوك والأمراء) لذا التضامن الشعبي العربي هو الحل الأمثل لمحاربة هؤلاء المجرمين إضافة إلى حركات المقاومة والممانعة للصهيونية (كحزب الله وفنونه القتالية وفرق النخبة الأولى للجيوش العربية السورية والمصرية والعراقية) التي أثبتت جدارتها وجدواها على مر ّالتاريخ.‏

مفاتيح البوابة السورية سياسياً وميدانياً أغلقت ستار الإخوان المسلمين وأطماعه في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين وأوصدتها بيد من حديد وكل ما يُسمع ويُشاهد على وسائل الإعلام من تصريحات وبيانات ما هي إلاّ مضيعة للوقت، اقتربت المعركة السورية من الفصل الأخير بطرد الجماعات الإرهابية خارج السرب السوري إما بحتفهم أو طردهم كما دخلوا ليكمل العراقي والمصري معركتهما بشجاعة وبسالة في وجه الجماعات الإرهابية لآل سعود (الإخوان المسلمين) إلى أن يصلا إلى بر الأمان بسواعد جيشهما المغوار.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية