وذلك بمشاركة 118 دولة بقادة أو ممثلين عنهم بالاضافة الى عشرات الدول والمنظمات الاقليمية والدولية التي تتمتع بصفة مراقب في الحركة بالاضافة الى العشرات من الدول والمنظمات التي توجه الدعوة إليها للحضور بصفة مراقب ويرأس وفد سورية الى القمة الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية.
وسستبحث القمة في تطورات الاوضاع على الساحتين الاقليمية والدولية والازمة المالية العالمية وازمة الغذاء والطاقة وقضايا السلام والامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ودول الحركة والتحديات التي تواجهها تلك الدول وكذلك ضرورة تطوير أليات العمل في حركة عدم الانحياز لمواكبة المتغيرات على الساحة الدولية.
إلا أن الموضوع الرئيسي للقمة هو التضامن الدولي من أجل السلام والتنمية والازمة الاقتصادية والمالية العالمية.
الرئيس الكوبي السابق فيديل كاسترو الذي ترأست بلاده حركة عدم الانحياز خلال السنوات الثلاثة الماضية اكد في كلمته الافتتاحية للقمة ضرورة
قيام نظام اقتصادي دولي جديد، وهو ما طالب به الرئيس المصري حسني مبارك، داعيا الى التغلب على التحديات التي تقف امام السلام والتنمية.
وقال كاسترو ان "الدول النامية هي التي تاثرت بدرجة اكبر من الازمة المالية". واضاف "كما يحدث في المعتاد، كانت الدول الغنية والثرية هي مصدر الازمة الحالية، التي تاثرت بعدم المنطقية للنظام الاقتصادي الدولي الذي يعتمد على قواعد السوق العمياء وعلى الاستهلاك وعلى ثراء القلة على اكتاف ومعاناة شعوبنا".
وتابع "نحن نطالب بتاسيس هيكل مالي واقتصادي دولي جديد يستند الى المشاركة الفعلية لجميع الدول وبصفة خاصة الدول النامية".
من جهته، قال الرئيس المصري حسني مبارك الذي تسلمت بلاده رئاسة الحركة من كوبا "نتحمل الجانب الاكبر من تداعياتها وضغوطها ومعاناتها". واضاف مبارك "اننا ندعو لنظام دولي سياسي واقتصادي وتجاري جديد. نظام اكثر عدلا وتوازنا، ينأى عن الانتقائية وازدواج المعايير.
اما الرئيس السوداني عمر البشير فقد دعا الى تكثيف الجهود لمعالجة الفقر والبطالة. وقال خلال القمة: ان العالم النامي يعاني بسبب الازمة مع ارتفاع معدلات البطالة وتزايد الجوع وتفاقم الفقر.
وبالنسبة للحكومة الفلسطينية في غزة فقد طالبت القمة باتخاذ قرارات فعلية لفك الحصار عن القطاع.
من جانبه، انتقد الزعيم الليبي معمر القذافي في كلمته امام قمة عدم الانحياز موقف الامم المتحدة من البرنامج النووي السلمي لايران، واعتبر موقف المنظمة الدولية والدول الغربية عموما موقفا غير عادل. وشدد على تاييده لحق ايران في تخصيب اليورانيوم لاستخدامه في الاغراض السلمية، واعتبر الضجة الغربية بسبب تخصيب ايران لليورانيوم موقفا خاطئا.
وقال زعماء آخرون ان الدول الغنية لا تساعد الفقراء بما يكفي.
من جانبه، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون خلال القمة الخامسة عشر لحركة عدم الانحياز التي تأسست رسمياً في عام 1961 في ذروة الحرب الباردة: ان بعض الدول النامية هي الاكثر معاناة بسبب الازمة" ودعا الى تعزيز حرية التجارة للمساعدة في دعم النمو.
واضاف كي مون في كلمته "الدعم الصناعي وزيادة التعريفات وغيرهما من اجراءات الحماية التجارية ستقوض نمو الاقتصاد العالمي. علينا التصدي لهذا التوجه. التجارة الحرة والعادلة ضرورية لتحفيز الانتعاش وتنشيط النمو".
يذكر ان ابرز اهداف حركة دول عدم الانحياز: عدم الانحياز الى تكتل القوى الكبرى المتمثل انذاك بالولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي الا انها اليوم وبفعل المتغيرات الاقليمية والدولية لم تحقق ايا من اهدافها، واصبحت تبحث عن دور لها في عالم مضطرب بين مؤيد للسياسات الاميركية ومعارض لها.
من جانبه نوه الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف امس بعلاقات الشراكة القديمة القائمة على أساس الاحترام المتبادل التي تربط روسيا وبلدان حركة عدم الانحياز التي تضم أكثر من نصف دول العالم.
وقال ميدفيديف في رسالة تحية وجهها لرؤساء دول وحكومات حركة عدم الانحياز المشاركين في القمة الخامسة عشرة للحركة.. ان علاقات موسكو ودول الحركة تقوم على أساس الادراك والمسؤولية المشتركة عن مصير العالم المعاصر والاعتراف بتنوعه الحضاري والثقافي وحق كل بلد في اختيار طريق تطوره الخاص بصورة مستقلة.
وأعرب ميدفيديف عن ارتياحه لاستعداد حركة عدم الانحياز للتعاون الواسع والمناقشة البناءة لأهم القضايا العالمية بهدف التوصل الى حلول وسط ما يشكل المقدمات اللازمة لتجاوز جميع الاخطار والتحديات المطروحة أمامها0
وقد اعتمد وزراء الخارجية في ختام اجتماعاتهم الوثائق والقرارات التي تم رفعها للقمة وتشمل الوثيقة الختامية وإعلان شرم الشيخ وخطة العمل وإعلان فلسطين. عن لجنة فلسطين التي تضم13 دولة إضافة إلى دول أعضاء الحركة في مجلس الأمن.
تتضمن الوثيقة الختامية مواقف الدول الأعضاء في الحركة حول مختلف الموضوعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. أما إعلان شرم الشيخ فانه إعلان سياسي يركز على القضايا المحورية التي تواجه دول عدم الانحياز في المرحلة الحالية سواء في مجال نزع السلاح, والارهاب والأزمة المالية, والقضايا الصحية, وتحقيق أهداف الألفية الانمائية.
كما تصدر القمة إعلانا للمطالبة بإنهاء الحصار الاقتصادي المفروض على كوبا, وإعلان تضامن احتفالا بالرئيس نيلسون مانديلا باعتباره من زعماء التحرر في العالم وفضله على جنوب إفريقيا في القضاء على التفرقة العنصرية.
كما ستقرر القمة خطة عمل الحركة القادمة وتلتزم بها دولة الرئاسة وتساعدها في تنفيذها الدول الأعضاء.
واجمعت مصادر دبلوماسية مشاركة في القمة على أهمية دور الحركة في العمل على التقريب بين الدول النامية وبعضها البعض خصوصا أن الموضوعات الدولية سريعة التطور, والقضايا الدولية تفرض نفسها والتي تؤثر على كل الدول دون استثناء.
ولقد وصف المراقبون الإعلان الخاص بفلسطين بأنه إعلان جامع وقوي سوف يكون له صدى مهم في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
***
المقداد يلتقي عدداًً من وزراء الخارجية المشاركين
التقى الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية على هامش اعمال القمة كلا من برنار ميبي وزير خارجية تنزانيا وعلي عثمان صالح وزير خارجية اريتريا والسماني الوسيلة السماني وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية وفرانكو حامد مستشار رئيس البرغواي.
وتم خلال هذه اللقاءات بحث العلاقات الثنائية والموضوعات المطروحة على جدول اعمال القمة والمسائل ذات الاهتمام المشترك.
حضر اللقاءات السفير يوسف احمد سفير سورية في القاهرة.
وكان رؤساء وفود بلدان الحركة اعتمدوا في بداية الجلسة جدول اعمال القمة وكذلك تقرير رئيس الاجتماع الوزاري التحضيري الذي اختتم أمس الأول كما تم انتخاب هيئة مكتب القمة والنظر في طلب انضمام الاعضاء الجدد والمراقبين والضيوف اضافة الى طلب الارجنتين الحصول على صفة مراقب بالحركة.