تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحكايــــة الشــــــعبية خــلاصـــــة للتجــــــارب الإنســـــانيـــــة

ثقافة
الخميس 16-7-2009م
عمار النعمة

الحكاية الشعبية هي بنت البيئة وفيها نكهة البيئة بمعنى أنها تحفظ البيئة الشعبية والموروثة، وهي خلاصة التجارب الإنسانية والمعاناة الشعبية من جيل إلى جيل حتى وصلت إلينا ناضجة،

وقد أثمرت الحكاية عن شخصية سميت (المفكر الشعبي)، فالمفكر الشعبي هو الأديب الذي وضع بصمات أصابعه على الحكاية وهو الذي يمثل تجارب الأجيال وعصارة ثقافة عصره.‏

هذا ما بدأ به الباحث نزار الأسود محاضرته (أصالة الأدب الشعبي الدمشقي) التي أقيمت في المركز الثقافي العربي (أبو رمانة).‏

حكاية أسعد الوحش‏

عرفت هذه الحكاية في مدينة حمص وتعود في جذورها الأولى إلى ما قبل ميلاد السيد المسيح، عقدة الحكاية بسيطة: الأم تريد أن تزوج ابنها من ابنة اختها ولكن الابن يتزوج ابنة عمه فتكيد له أمه ثم ينكشف أمرها فيمزق الابن أمه وابنة خالته بالنار.‏

الحكاية في سهرة مدتها ساعة مع القصيد والعتابا والحكاية من الحكايات البدوية نجد فيها زواج ابن العم مع ابنة عمه وكيد الأم أو المرأة وحديث العرس وعادات العرب وتقاليدهم، أما الحرق بالنار فهي عادة وثنية محرمة بالإسلام ومن واجب الابن أن يحسن إلى أمه ويعاملها بالمعروف لو أخطأت وهذه الجزئية تعطي بعداً وعمقاً للحكاية التي مرت عبر الأجيال وتطورت حتى وصلت إلينا.‏

وبعد أن قدم السيد نزار الأسود مجموعة من الحكايات الشعبية قال:‏

الحكاية في خيوطها الأولى تعود إلى ألف سنة في ألف ليلة وليلة، وتساءل هل أصلها هندي أم فارسي أم يوناني أم محلي؟.‏

في الحكاية السورية نلاحظ الجزئيات المحلية مثل: الضياع في غابة، الأحصنة تركض، تدخل الملائكة في الحدث وهذا يعني أن الحكاية سورية محلية مطعمة بأحداث هندية أو فارسية.‏

الحكاية الشعبية ومضمونها الفكري‏

الحكاية الشعبية هي خلاصة التجارب والمعاناة الشعبية عبر الأجيال وقد ضم مضمونها ما يريد المفكر الشعبي أن يقوله، المفكر الشعبي عالج مختلف مشكلات المجتمع وكان الهم الأجتماعي محور اهتمامه الأول، فقدم صورة في الحكاية لما يريد أن يقول وكما يفعل أديب العصر الحديث لم يقدم حلاً بل رسم صورة للمشكلة وجعل المستمع يصغي ويفكر ويتفاعل مع الحدث ويقرر في أعماقه حلاً ورؤية إصلاحية للمشكلة، أما الحكاية الاجتماعية فهي منتزعة من البيئة ومن المجتمع، إنها ألوان ونكهة شعبية لزمان معين ومكان معين وعادات وتقاليد وأفكار متداولة بين الناس.‏

الحكاية الشعبية عالم يسمى (عالم الحكاية) الحكاية تدور حول عدة محاور فكرية واجتماعية، الحكاية تعمل بالرمز وهذا هو أسلوبها في التعبير.‏

يقال كل شيء في الدنيا تجده في المثل كذلك كل شيء في الدنيا تجده في الحكاية، فعالم الحكاية مملوء بالشعور والاحاسيس والعواطف وكلما استمعت إلى الحكاية خرجت بمفهوم جديد وفكرة كانت قائمة في الشعور والاحساس ويبقى المجتمع ميدان الفكر الشعبي الأول الذي يسعى إلى إصلاحه وأكثر الحكايات تدور في فلك المجتمع.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية