وإعلان المشاركة هو أولاً استمرار لتواجد الرياضة السورية في الأحداث العالمية، والذي لم يتوقف خلال سنوات طويلة خلت. وهو أيضاً يعني أنه طالما النية موجودة والقرار قد اتخذ، فالإعداد لهذه الدورات يقوم وفق خطوات مدروسة بدءاً من تحديد الألعاب المشاركة وتكليف اتحادات الألعاب باختيار كوادر المنتخبات، ووضع برنامج تدريبي من قبل الفنيين، وقبل هذا كله رؤية الاتحاد الرياضي وهدفه وسقف طموحه، فهل فعل المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي ذلك؟ وإذا كان العمل يقوم وفق هذا الأساس، فحبذا، بل هذا مهم وضروري، أن يعقد الاتحاد الرياضي مؤتمراً صحفياً يضع في الإعلام في الصورة التي أشرنا إليها في السطور السابقة، حتى يكون كل شيء واضحاً.
والحديث عن عام 2018 وخطة الاتحاد الرياضي حوله مهم، إذ لا يكفي أن يعلن الاتحاد المشاركة في دورات دون أن نعرف ما هي الألعاب المعتمدة في هذه المشاركة، وخاصة أنه ومع اقتراب الحدث الأول وهو دورة المتوسط التي ستنطلق في الثاني والعشرين من حزيران القادم، أي بعد خمسة أشهر فقط، لم نسمع عن الألعاب المشاركة وفيما إذا كانت الاتحادات قد أعلنت أسماء لاعبيها المشاركين؟!
ودورة المتوسط مهمة لأنها ستكون اختباراً لرياضيينا لما بعدها وهو المشاركة الأهم الدورة الآسيوية التي ستقام في آب القادم، وهذه الدورة بمثابة أولمبياد لأنها تضم نخبة القارة الصفراء وهم في الوقت ذاته النخبة عالمياً وخاصة في ألعاب مهمة كالسباحة والجمباز وألعاب القوى والقوة وغيرها.
أما أولمبياد الشباب فهو سيكون اختباراً لعمل الاتحاد الرياضي على مستوى القواعد، وهو اختبار صعب ولاشك، لأن المكتب التنفيذي الذي أطلق أولمبياد الناشئين محلياً، لم يحتضن المواهب ولم يعمل على رعايتها وتوفير ما يلزمها لتتطور وتكتسب خبرة المنافسة خارجياً، والأمل أن نرى في الأرجنتين ما يسرّ وما يطمئن حول مستقبل رياضتنا الغامض.