تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث... من سوتشي هنا دمشق.. عنب الحوار في كروم الميدان.. وناطور جنيف يحرس الحطب

الصفحة الأولى
الأثنين 29-1-2018
كتبت – عزة شتيوي

من سوتشي .. هنا دمشق .. ومن يقول إن الخبر منقول عمّا يدور في بال «الجمهور الحكومي» في سورية، عليه أن يزيد لشِعره السياسي بيتاً ..

بل بيوتاً مدنية تهدمت على كل التراب السوري, وتشرد أهلها على حدود البيانات السياسية لجنيف وفيينا, ولم يشربوا من نقيع حبرها على ورق دي ميستورا ومن سبقوه سوى ما زاد الطين في جنيف بلة أخرى في فيينا.‏

يفرد الحوار السوري في سوتشي مائدة العشاء الدولي الأول للسوريين, وبقدر ما يتقاسمون خبزهم تتوحد أرضهم، حتى لو اشتعل الشمال السوري بالقيل والقال العسكري, وخلع أردوغان ثوب السلطان العثماني, واستعرض العضلات بزي «الدرك» حالماً بعودة الجيش الانكشاري، فالرجل المريض كتاريخه لم ير من تفاصيل عفرين سوى «عِفريتِه الكردي», ولم يدرك أن سورية لا تقبل القسمة سياسياً وميدانياً.. ولن تمد اليد لصفقة مع التركي ضد كردها ولا تطلق العنان لأحلام الانفصاليين... فالسيادة هي الميزان, فكُفّ السؤال.. عن خطط جيشها والذاهبين إلى سوتشي بقرار نصرها .‏

كاد الشمال السوري أن يفتت ويأكل حلف الأطلسي في مشهد التلويح الأميركي لأردوغان بقماشة الكرد الحمراء, ولكن ترامب هدأ ثوران أردوغان, وأبطل مفعول المقامرة بحفنة المساومة التاريخية على الكبش الانفصالي وثبت «غصن الزيتون» في جيبه التفاوضي ولعله من الجنون أن لا يدرك أردوغان أن الاميركان فعلوا هذا كله لاصطياده من آستنة وإرجاعه للسباحة في بحيرة الشيطان.‏

الميدان السوري لم يغفل عن التصعيد الأميركي والتركي والكردي المفضوح والمفتوح.. من عفرين الى منبج، وبينما واشنطن تصطاد في مياهه العكرة يدك لها الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش طُعمها في سوتشي ، ويحاول خطف عنب المؤتمر الروسي الى كروم جنيف المحروقة، وشد الحبال السياسية السورية من الرعاية الروسية إلى حيث تريد واشنطن بعيداً عن الشرعية..فالبيت الأبيض يرغب بدستور على قياس الولاء للغرب, وصندوق انتخابات من منتجات ترامب وحكومة «سورية» من طراز خادم الحُلمِين: «الشرق الأوسط الجديد ودولة إسرائيل».. والإرهاب السياسي مقابل إعادة الاعمار..كل ذلك وثمة من يعتقد بعد حليفاً كان أم حيادياً أن واشنطن تصلح لان تكون طرفاً سياسياً في الحل السوري.‏

حتى الآن لم تدخل واشنطن يوماً في تسوية سورية.. أممية كانت أم روسية ..وان دخلت خفض التوتر في الجنوب السوري.. ففي شماله تفرش القواعد العسكرية تحت ضباب الحرائق التركية الكردية.. لذلك منعت هيئة التفاوض من الحضور إلى سوتشي مع أن بعضها كان راغباً .. ولهذا أيضا نقول لنداء سوتشي إن قصد معارضة لم تحضر.. قد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا «حياء» ولا وطنية لمن تنادي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية