تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عرض / طوق الياسمين /.. ... سفارة للحب والتسامح

ثقافة
الخميس 9-7-2009م
آنا عزيز خضر

عمل /طوق الياسمين/ من عروض المسرح الاستعراضي الغنائي الراقص أدته فرقة /أورنينا/ على مسرح دار الأوبرا بدمشق

من تأليف وإعداد وإخراج: /ناصر ابراهيم/ إذ تمسرحت أمامنا لوحات مأخوذه من تاريخ دمشق كعاصمة أبدية للحب والحكمة، فمراحل زمنية وفترات تاريخية قدمت في إطار من الفنون المتشابكة في نسيج حكائي وفني ممتع، فهناك تتالٍ زمني ينقل تعايش الثقافات والأديان، دول وأزمان وطامعون كثر، حاولوا كسر عنفوان دمشق. لكنها دوماً هي العصيه والأبية على كل ضيم. إذ انتصرت على الدوام في رحلتها الأبدية تلك الممتدة من عمق الزمان. إلى وقتنا الحاضر، صورتها وكثفتها أحدث مسرحية ولوحات استعراضية، وحضرت المفردات الفنية والحياتية اللصيقة بالبيئه الشامية التي عبر عنها في الأزياء كما الأغاني والحوارات والألحان التي تغايرت جميعها مع تقدم الأفعال الفنية كي تنقل لنا خصوصية كل مرحلة، يحكي العرض عن تاريخها، فكان العصر البدائي وبعدها الأمويون والعباسيون ثم المحتلون المغول وغيرهم.. حيث كل لوحة تغوص عميقاً في البيئه الشامية ومعطياتها المختلفة الحياتية والاجتماعية والثقافية..الخ فكانت اللوحه الرمضانية، المقهى /العرس الدمشقي/ أبو خليل القباني/ لوحة العشاق/استقلال سوريه/ والكثير من التفاصيل الفنية فكان العرض ك /البانوراما الواسعة/ التي استجمعت عصوراً وثقافات وفنوناً من رقص شعبي وغناء تراثي وموسيقا كانت بمجملها اللغة التي روت بأدواتها الخاصة حكايا وقصصاً في ترتيب درامي محبوك يصور تاريخ دمشق الأبية كما أن فرقة /أورنينا/ حشدت طاقاتها الفنية ومفرداتها لتحول أحداثاً تاريخية إلى حكاية تتمازج عوالمها المختلفة لتخلق قصة حب يحلق العمل المسرحي (طوق الياسمين) بروايتها من خلال لغة الأجساد الراقصة بحركاتها وإشاراتها وإيحاءاتها فتترجم لنا الفنون على طريقتها وتختصر حيوات كثيرة بأزمنتها في قوالب فنية ملونة، تخرج منها مواريث اجتماعية وشعبية خبأتها المدينة بين جوانحها كي تعلم الأجيال بصمودها ونصرها على الجميع بالحب، وقد جسدت دور الشام فتاة تلونت بأدوار عديدة وبقيت الأنثى - الأم الحضن الدافئ الذي يشع بالحكمة والتسامح، فتتجسد بذلك جمالية العرض الذي حشد مفردات واسعة الطيف والدلالة ليكون بمثابة سفارة للحب والمجد في مهرجانات عديدة ورحلات، يشارك العرض فيها كي ينقل تلك الفسيفساء التاريخية بجمالياتها وفنون التصقت بتلك المدينة العريقة دوماً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية