وكلما أبحر طرفٌ في رحيق الطرف الأخر تعطر بالمؤانسة وبلغ النشوة وتنعما بنعمة الحب وديمومته، في ثقافي العدوي ألقى الدكتور محمد كمال الشريف محاضرة بعنوان (الحب بين الأزواج) طرح من خلالها محاور عديدة وهامة وأشار في بداية حديثه أن الحب يتولد من الإعجاب والامتنان مع الأمل في الحصول على المحبوب ويزيد وينقص حسب درجة كل منهما، فعندما يقدم إنسان للأخر حاجات ترضيه يمتن له لأنها مصدر للسعادة، فحب الامتنان هو حب الشخص كما هو بعيوبه واقعي وهادىء أما حب الاعجاب رومانسي وفيه مثلنة للمحبوب أعمى لايريد أن يرى عيوب محبوبه ولهذا قيل حب الشيء يعمي ويصم والشخص الرومانسي يتوهم دائما بأن سعادته لا تكون إلا بقربه من هذا المحبوب ويرى متعه في إفضاء ما بداخله والظهور أمامه بأجمل صورة ممكنة.
ونوّه المحاضر أن جوهر تكوين المرأة والرجل متشابهان والاختلاف هو هرمون واحد بينهما لذا الحب بين المختلفين يكون فيه ديمومة واستمرار أطول وإذا كان بين الطرفين تشابه في العادات والقيم والأفكار أدى بهما إلى الانجذاب أي المشاكلة وعندما نرى ثنائياً بهذا الشكل نقول إن الطيور على أشكالها تقع.
والحب العذري أول حب رومانسي يسجله الشعر والأدب والتاريخ وهو لم يتطور إلى حب الصحبة لاستحالة زواج المحب بمحبوبته أو الحصول عليها جنسيا ويعد أكثر أنواع الحب لوعة وهياما وشكوى وتلذذا وعذابا للمحب لكنه لا يدوم لفترات طويلة وتأتي بعده مرحله زوال الوهم وتقبل المحبوب كما هو بسلبياته وإيجابياته يضعف الحب الرومانسي ويبدأ بالتحول إلى حب الصحبة الذي يدوم ربما العمر كله بين الزوجين لكنه يحتاج إلى تطمين وإلى سماع عبارات الدماثة التي غالبا ما تحتاجها المرأة أكثر من الرجل فالزوجة أهم هدف في حياتها الحصول على الحب والأمان والاستقرار وأكره شيء في حياتها هو الرجل البخيل والمقتر على بيته وأسرته ويسرها أن يغار عليها فهذا ما تريده الزوجة من زوجها أما الزوج يريد من زوجته أشباع رغبته في الجمال وارضاءه في تأمين متطلباته والوفاء والأمانة والولاء، فهدف الحب والزواج السكن النفسي والعودة إلى نعيم الشعور بالأمان الذي كان الانسان يحس به في حضن أمه وذكراه مخزنة في اللاشعور.
فالزواج التزام يحمي علاقة الحب من الانفصام عند الاختلاف حيث يكون هنالك حرص على اصلاح العلاقة واستعادة الحب المفقود والرومانسية ذكرى تعطي الأمل بتحسن العلاقة عند نشوب خلاف بين الزوجين لذا ينصح ألا يستهلكها الزوجان قبل الزواج بل يدخرانها ليرتبط الزواج بالرومانسية في نفسيهما.
ختم المحاضر بعدد من الشروط لديمومة الحب بين الزوجين أولها أن يعرف كل من الطرفين أن الرومانسية لا تدوم وتقبل كل منهما للاخر والاحترام المتبادل لأنه لا حب دون احترام، الامتنان والرضى يقوي الاعجاب لأن عين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا.