والرئيس حيدر علييف منذ العهد السوفييتي السابق. فمنذ ذلك الوقت، ربطت الرئيسان الراحلان حافظ الأسد وحيدر علييف علاقات الصداقة والاحترام المتبادل التي لا زال دفئها يحفز الدولتين لمتابعة علاقاتهما بتلك الروح الصادقة والتعاون المشترك لما فيه خير الشعبين، وكذلك خير شعوب آسيا الوسطى والشعوب العربية.
ومن هذه الروح المفعمة بالرغبة الثنائية بتطوير العلاقات بين باكو ودمشق ، فإن دمشق كانت دائماً حريصة على مد يد التعاون الاخوي مع شعوب آسيا الوسطى المجاورة جغرافياً للمنطقة العربية. وكما كانت سورية دائماً تريد الخير والتقدم لشعوب تلك المنطقة ، فإنها مقتنعة بالدور الممكن أن تساهم به لمساعدة الاصدقاء في أذربيجان لايجاد حل سلمي عادل مع الاصدقاء في جمهورية أرمينيا لمشكلة ناغورني كرباخ، التي من مصلحة الشعبين الجارين الأذربيجاني والأرمني وشعوب المنطقة، من إيجاد الحل الذي يستجيب لمصلحتهما، ولمصلحة جميع أصدقائهما القريبين والبعيدين ، لقد قام السيد الرئيس بشار الأسد قبل عدة أسابيع بزيارة ودية لجمهورية أرمينيا المجاورة لأذربيجان ، وأبدى رغبته الصادقة بحل مشكلة ناغورني كرباخ من منطلق المحافظة على علاقات الاخوة بين الشعبين الأرمني والأذربيجاني لأن خلافاتهما لن تخدم سوى أعداء الشعبين والمتربصين بهما، القابعين وراء المحيط وكذلك من قبل اسرائيل التي لم تكن يوماً صادقة في علاقاتها مع الشعوب الاخرى، وتعمل فقط لما يخدم مصالحها التوسعية والهيمنة على مقدرات وثروات الآخرين خدمة لأسيادها في الغرب الاستعماري ، وخدمة لمصالحها العدوانية والتوسعية في الشرق الأوسط . ان حل مشكلة ناغورني كرباخ بالطرق السلمية، سيساهم في استقرار الوضع في آسيا ويساعد الدولتين أذربيجان وأرمينيا في فتح آفاق للتعاون بين الجانبين وعلاقات مستقرة ومفيدة مع الدول العربية ودول آسيا الوسطى ودول العالم.
ان زيارة الرئيس بشار الأسد إلى أذربيجان تأتي في اطار مد يد التعاون الاقتصادي والسياسي مع دول آسيا الوسطى لاسيما وأن دمشق تحمل الى العالم رسالة السلام ووضع حد للحروب والاقتتال, هذه الرسالة التي تدعو الى استعادة الحقوق العربية المغتصبة من قبل اسرائيل لاصحابها الشرعيين كأساس لتعزيز السلام في الشرق الاوسط. وعندما تطالب دمشق باستعادة الجولان العربي السوري الى وطنه الام سورية فإنها لا تضع شروطاً لعملية السلام كما قال السيد الرئيس بشار الأسد، وإنما تطالب بحقها الطبيعي المشروع، الذي لا يمكن أن تساوم عليه، وإعادة السلام مرتهنٌ باستعادة هذه الحقوق المغتصبة . ولدى سورية قناعة بأن دول آسيا الوسطى بما فيها أذربيجان يمكن أن تساعد العرب في نضالهم من أجل استعادة هذه الحقوق، وتعزيز السلام في الشرق الأوسط الذي سينعكس ايجابياً على السلام الاقليمي والدولي. وسورية العربية تطمح من خلال زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى أذربيجان رفع مستوى العلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية الطيبة بين البلدين الصديقين والارتقاء بالعلاقات الثقافية والاجتماعية والتجارية لما فيه مصلحة الطرفين . صحيح أن حجم التبادل التجاري بين سورية وأذربيجان ما زال أدنى من مستوى طموح البلدين، ولكن تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين والزيارة التاريخية الحالية للرئيس بشار الأسد إلى أذربيجان ستفتح الآفاق الواعدة لمستوى عال من التعاون الاقتصادي والسياسي وفي العديد من المجالات الاخرى لتصل الى مستوى ارادة ورغبة قيادة الدولتين والشعبين الصديقين السوري والاذربيجاني.
وكان السفير الاذربيجاني في دمشق ماهر محمد اوغلو علييف قد صرح بأن تطور التجارة بين سورية وأذربيجان تنطلق من ارساء القاعدة القانونية بين حكومتي البلدين وتجنب الازدواج الضريبي وتشجيع الاستثمارات وتوقيع اتفاقيات عديدة ما سيساعد على دفع العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين والتي كانت قائمة تاريخياً في السابق، ومما لاشك فيه أن زيارة الرئيس بشار الأسد الحالية لأذربيجان. ستؤكد من جديد على حرص سورية وأذربيجان على تلك العلاقات التاريخية ودفعها للأمام في طريق التقدم والازدهار المطرد.