وكان كارهاً للسلطان صلاح الدين الأيوبي، ولا شك أن بعض الكتاب المعاصرين حاولوا إنصاف قراقوش وإخراجه بريئاً من حكايات (ابن مماتى) وبينهم الدكتورة منى الياس التي قالت في دراسة لها نشرت في صحيفة تشرين في 6/1/2005 ما يلي:
إذا كان ابن مماتى قد شفى غليله من قراقوش الذي وصل إلى مرتبة الإمارة في جيش صلاح الدين الأيوبي، حتى عينه نائباً عنه في مصر، وإذا كان الناس قد تداولوا حكايات ابن مماتى جيلاً بعد جيل، وربما أضافوا إليها حكايات أخرى، فإن كتب التاريخ تبقى شاهداً على أن قراقوش كان ذا شخصية عظيمة.
وكانت د. الياس قد نقلت عن ابن خلطان في (وفيات الأعيان) التي بالجيزة على طريق الأهرام وعمر بالمقس رباطاً وعلى باب الفتوح بظاهر القاهرة خان سبيل، وله وقف كثير.
كما أن قراقوش حمى عرش العزيز ابن صلاح الدين وقضى على الفتن التي حاولت زعزعة الحكم الأيوبي.
من حكايات قراقوش:
قيل إن امرأة أتت بولدها إلى قراقوش فقالت: يا سيدي بهاء الدين إن ولدي يشتمني.
فأمر بحبسه سنة فلم تذق أمه تلك الليلة طعم النوم، فلما أصبحت راحت إلى السجانين وقالت: ما الحيلة في خلاص ولدي من هذا الحبس؟
فقالوا لها: هاتي حلاوتنا ونعرفك ايش (أي شيء) تقولين للأمير بهاء الدين قراقوش.
فدفعت اليهم النقود وقالوا لها: روحي الساعة إلى الأمير وقولي له: يا سيدي أنا امرأة حبست لي ولدي سنة كاملة وقد انقضت السنة، فأخرج لي ولدي من الحبس.
فأتت المرأة إلى الأمير قراقوش وقالت له ذلك فقال لها: روحي الآن فلا جدال في أنه قد بقي له من السنة سبعة أيام سوى أمس وغد.
فمضت المرأة وأعلمت السجانين فقالوا لها: هذه نعمة.
فإذا كان الغد فروحي إليه وقولي له: قد انقضت سبعة أيام.
فأصبحت المرأة وجاءت إلى قراقوش فلما نظر إليها قال: يا امرأة حتى تغرب الشمس! يا غلام: إذا غربت الشمس فأطلق لها ولدها من الحبس، ولاترجعي تجيبيه، أو يحبسونه سنتين.