ركزت الدورة الثلاثة والثلاثون التي أقيمت مؤخراً في مدينة آنسي على العرائس والتماثيل الصغيرة التي تحرك الصورة.
فنجد الشخصيات الصغيرة الخارجة عن علب قديمة للألعاب في فيلم «رعب في القرية» لاستيفان أوبييه وفانسان باتار الذي عرض في مهرجان كان الأخير والدمى المتطورة (لكارولين، وهنري سيليك) فكان عالمان فريديان يضمان تصاميم لرقصات متحركة لاسكندر شير بانيف، وعلى الطرف الآخر لتاريخ السينما فيلم «ماري وماكس» للاسترالي آدم إيليوت بطلاه هما فتاة مكتئبة وأحد سكان نيويورك الزائد الوزن بإفراط والمصاب بالتوحد.
كان شيريانيف في سان بطرسبورغ في بداية القرن ملك تصاميم الرقص.
وعبر مسيرته حصل على كاميرا سينما وأنتج عرائس على صورة أدوار رواياته في الفيلم الوثائقي (إلى بيلاتيد الأول) والذي أخرجه بوشاروف نرى تهريجاً من لوحات قصيرة (توجه الكاميرا دوماً باتجاه مسرح العرائس وتتحرك فيه الدمى كما في مدرسة الرقص).
صور شيريانيف هذه الأفلام له ولأسرته ولم تكتشف حتى نهاية القرن العشرين، فتم ترميمها وبفضل دعم استوديو اردمان عرضت في روسيا وإيطاليا ولأول مرة في فرنسا خلال المهرجان المذكور.
أما المخرج الاسترالي آدم إيليوت فقد سمى فنه «بالتصوير الطيني» مفضلاً ذلك على المعجون المصنع في صناعة الصور المتحركة.
وقبل أن يكون فيلم صور متحركة فإن «ماري وماكس» هو فيلم نفسي يحكي قصة صداقة بالمراسلة بين فتاة استرالية 8 سنوات وأمريكي يكبرها بأربعة عقود واسمه ماركس هورفيتر، يتسكع في شوارع نيويورك ويعاني من مرض التوحد.
صمم آدم إيليوت ديكورات ضخمة لمدينة نيويورك وبلدة صغيرة في أدغال استراليا لكي يضيع مخلوقاته الساحرة بشكل أفضل.
السينمائي الشاب الذي حاز على جائزة أوسكار لعام 2003 عن فيلمه القصير هارفي كرومبي، نجح في مقاومة ضغوط الممولين والحفاظ على معياره الخاص للفكاهة المرعبة (فمعدل عمر الشخصيات ليس طويلاً وأمل الناجين ليس قوياً).
ولعل العودة إلى مسرح العرائس يدل حقيقة على رغبة التعلق بها.