تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ثنائيـــات يجمعهـــا الألـــم والحـــب فـــي «صـــلاة الغائـــب»..نضــــال الحســــن : نفد التلفزيون من بعض الرقابة ...والســــينما تعانـــي!

سينما
الخميس 9-7-2009م
فؤاد مسعد

حقق المخرج نضال حسن عدداً من المشاريع السينمائية الهامة وهو اليوم يستعد لخوض تجربة جديدة عبر الفيلم الروائي الطويل (صلاة الغائب) ورغم ذلك تبقى جعبته تضج بالأفكار فهو يحضر أيضاً لمشروع آخر مأخوذ عن رواية لكاتبة سورية .

حوارنا معه تمحور حول (صلاة الغائب) الذي يُنتظر أن تدور كاميرته مع نهاية العام الجاري ، والذي حاز جائزة خاصة للسيناريو في مهرجان قرطاج ، يطرح الفيلم ثنائيات من نساء ورجال تعيش في المدينة الكبيرة ، حيث البحث عن الآخر والألم والفقدان والحب .. إلا أن المصادفة والقدر يغيران مصائر الشخصيات .. كلهم يفتشون عن بعضهم البعض ولكن عندما يلتقون تتغير مصائرهم بصورة تراجيدية .‏

حول الرحلة التي مرّ بها سيناريو الفيلم من مهرجان قرطاج إلى اشتراك (موسفيلم) في إنتاجه ، يقول المخرج نضال حسن : قدمت المشروع في مهرجان قرطاج عام 2008 ضمن ورشة المشاريع وتناقشت حوله مع رئيس اللجنة ماركو مولور مدير مهرجان البندقية ونال تتويجاً خاصاً من لجنة التحكيم ،وكان هناك لقاء مع منتجين من مختلف دول العالم ضمن (الورشة الإنتاجية) ليختاروا نصوصاً ويشاركوا فيها بالتمويل ،‏

وممن تحمس لمشروع (صلاة الغائب) منتجَان الأول كندي والثاني فرنسي هو فيليب أفريل ، ثم عدت وقدمت الفيلم للمؤسسة العامة للسينما وحصلت على موافقة اللجنة الفكرية والآن نحن في مرحلة الاستطلاع وكتابة (الديكوباج) ووضع الميزانية ، كما ستشارك في الإنتاج شركة روسية هي (موسفيلم) التي تعتبر من أعرق الشركات العالمية وسيقدمون لنا العمليات الفنية كلها بعد مرحلة التصوير ، وعندما كنت في موسكو اتفقنا على صيغة عقد وأحضرته لمؤسسة السينما بانتظار ملاحظاتها عليه ، ومما تم اقتراحه بالعقد أن تُجرى العمليات الفنية ضمن استوديوهات (موسفيلم) بعد الانتهاء من التصوير وستؤخذ حقوق التوزيع ضمن روسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق ،إضافة لطباعة النسخ النهائية للفيلم مع الترجمة ونسخ (DVD) وستنجز كل ما يتعلق بالـ (ميكساج ، مونتاج ، تصحيح ألوان ، مؤثرات ..) إضافة لعمليات الغرافيك . وليس لديها نسبة من بيع الفيلم أو من أرباحه ، وحتى عندما يكون هناك عروض تلفزيونية له سيكون لنا نسبة فيها . علماً أن (موسفيلم) برمجت الفيلم عام 2008 ولكن بسبب التأخير في المؤسسة والخطة الإنتاجية انتقل لعام 2009 فأعادوا برمجته لهذا العام .‏

ولكن هناك فيلمان في خطة المؤسسة لهذا العام هما (مرة أخرى ، حراس الصمت) !؟..‏

يمكن أن نبدأ تصوير الفيلم في نهاية العام وبما أنه إنتاج مشترك فلن تكون هناك مشكلة في السيولة ، ورغم ذلك فموسفيلم ملتزمة معنا إن كان التصوير هذا العام أو العام القادم .‏

ـ ما ميزة الإنتاج المشترك مع أكثر من جهة إنتاجية ؟‏

إنه يخفف العبء المالي والإنتاجي ، أما الميّزة الثانية والأهم فهي توزيع الفيلم الأمر الذي تسعى شركات العالم اليوم في اتجاهه ، فعندما يكون فيلمك إنتاجاً مشتركاً مع (موسفيلم) فقد ضمنت علامة الجودة لمُنتجك إضافة لشرط عالمي في الدقة (كواليتي) كما أنك تفتح أمام الفيلم سوقاً جديدة خاصة أن الفيلم السوري غائب عن السوق الروسية منذ سنوات طويلة ، وعندما يدخل مُنتج أوروبي فستفتح أمام فيلمك السوق الأوروبية ، لأن الشركات في الخارج لديها عقود فيما بينها وبين المحطات الرسمية فليس من منتج يخسر عندما يدخل في إنتاج مشترك ، بمعنى أنه عندما يساهم منتج فرنسي في إنتاج فيلم فالمحطة الفرنسية ملزمة بأن تشتريه منه بنسبة 80% من قيمة المبلغ الذي دفعه ، ولذلك اليوم ليس هناك في العالم من ينتج الفيلم بأكمله من قبل جهة واحدة باستثناء جهات قليلة ومنها مؤسسة السينما .‏

ـ هناك من يشكك في نوايا الإنتاج المشترك مع جهة أجنبية خوفاً مما قد يتم فرضه على الفيلم من خطوط وأفكار تتلاءم مع رغبات الجهة الممولة ؟‏

ما يحدث هو العكس تماماً ، فمن خلال تجربتي أرى أن الضغوط كانت من اللجنة الفكرية في مؤسسة السينما بسورية وليس من جهة إنتاج أخرى ، فهناك ملاحظات رقابية قيلت عن نص (صلاة الغائب) في اللجنة الفكرية تجاوزها اليوم التلفزيون بينما مازلنا نعاني منها في السينما والمفارقة أن المنتج الأجنبي يهمه أن يُنَفّذ الفيلم وفق نص السيناريو المُقدّم له .‏

ولكن مما لا شك فيه أن الحرية شرط أساسي للإبداع وعندما يدخل مقص الرقيب تبدأ المشكلات ، والإشكالية أنك عندما تكتب ستفكر باللجنة الفكرية وبالشرط الإنتاجي وبالتالي ستكون مقيداً بالأساس منذ كتابتك لمشروعك .‏

ـ حصول سيناريو فيلمك جائزة خاصة في مهرجان قرطاج يعتبر بمثابة بطاقة مرور له .. ألم يكن لهذه البطاقة تأثير على اللجنة الفكرية في المؤسسة ؟‏

لا أعرف كيف تعاملوا مع هذه المسألة فحتى (موسفيلم) لم يقرؤوا السيناريو وإنما اكتفوا بالملخص وأعطوا موافقتهم بناءً عليه ، أما هنا فليس لك الحق في مناقشة مشروعك مع اللجنة الفكرية بينما ناقشته لمدة أربعين دقيقة مع ماركو مولر في قرطاج وأعتبر هذه (الأربعين دقيقة) أجمل ما مر علي في هذا الفيلم .‏

ـ ما أهمية أن يبحث المخرج عن جهات تمول له مشروعه السينمائي ؟‏

إننا نعوّل على مؤسسة السينما بأن تنتج الفيلم من ألفه إلى يائه ، ولكن عندما يكون لديك نص قوي فستجد الحلول ، فهناك مهرجان روتردام الذي يساهم في إنتاج الأفلام ويعطي منح سيناريو ومنحاً إنتاجية ومنح تسويق ، كما أن هناك الكثير من المؤسسات والمهرجانات التي تدعم هذه المشاريع في العالم وسبق أن اقترحنا أن يقدم مهرجان دمشق السينمائي منحاً ولو للسيناريو .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية