في وقت كشفت فيه صحيفة معاريف عن اتفاق بين اسرائيل والولايات المتحدة يسمح باقامة 2500 وحدة استيطانية بالضفة وذلك بالتزامن مع استعداد الاحتلال لاصدار قانون يجيز بيع اراضي اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين والتخطيط لإقامة 33 نفقاً بهدف تقسيم الضفة الى 8 كانتونات.
في غضون ذلك جرفت قوات الاحتلال أرضاً زراعية في قرية معاوية بالضفة واقتحمت قرى اخرى واعتقلت نحو 15 فلسطينياً واصابت اثنين اخرين.
فقد توصلت اسرائيل والولايات المتحدة إلى اتفاق يسمح لاسرائيل باقامة نحو 2500 وحدة سكنية يجري العمل حاليا على بنائها في مستوطنات بالضفة الغربية.
ونقلت صحيفة معاريف عن مصدر لم تكشف عنه انه تم التوصل إلى الاتفاق خلال اجتماع بين وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك والمبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل يوم الاثنين الماضي.
وبموجب هذا الترتيب سيسمح لاسرائيل بمواصلة العمل على نحو 700 مبنى يجري حالياً بناؤها في الاراضي الفلسطينية المحتلة ما يساوي نحو 2500 وحدة سكنية.
ويتعارض هذا الاتفاق في حال تأكيده مع مطالب ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما المتكررة من اسرائيل بوقف كافة النشاطات الاستيطانية التي يعتبرها المجتمع الدولي غير قانونية وتعد من العقبات الرئيسية في عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط.
وافادت الصحيفة ان الاميركيين تبنوا موقفا يقضي بعدم الطلب من اسرائيل وقف بناء المستوطنات كشرط مسبق ولكن فقط عند عودة مفاوضات السلام إلى مسارها.
ووصفت مصادر سياسية وحزبية في اسرائيل وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك بأنه مخادع وافكاره لا تختلف عن رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو وهو مجرد بالون منفوخ.
وفي هذا الاطار قال عبد الهادي حنتش الخبير الفلسطيني في شؤون الاستيطان وعضو اللجنة العامة للدفاع عن الاراضي لقناة الجزيرة أن اسرائيل تخطط لاقامة 33 نفقا في مناطق مختلفة بالضفة الغربية تمهيدا لتقسيمها إلى ثمانية كانتونات فلسطينية لا يربطها ببعضها سوى شوارع التفافية أو أنفاق يتحكم بها جيش الاحتلال.
وأضاف حنتش ان الخطة طبقت فعليا في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية وفي قرى غرب القدس حيث يشكل نفق بلدة بدو المنفذ الوحيد لعدة قرى يسكنها نحو 50 الف مواطن.
بدوره قال جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع البرلمانية ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تستعد لاصدار قانون خطير ببيع اراضي اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين الذين شردهم بطش الاحتلال الاسرائيلي من اراضيهم مؤكدا ان هذا القانون هو خرق فاضح لحقوق اللاجئين الفلسطينيين.
وقال خليل التفكجي رئيس مركز الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس المحتلة ان ادعاءات سلطات الاحتلال الاسرائيلي بامتلاك أراض في القدس المحتلة وضواحيها سياسية من الدرجة الأولى تريد اسرائيل أن تقفز من خلالها إلى المرحلة النهائية في قضية تهويد القدس.
الى ذلك تظاهر مئات الفلسطينيين أمس بمشاركة متضامنين أجانب في قرية نعلين غرب رام الله بالضفة الغربية احتجاجا على استمرار سلطات الاحتلال الاسرائيلي في بناء جدار الفصل العنصري في أراضي البلدة واطلق جنود الاحتلال عليهم الرصاص والغاز المسيل للدموع.
من جهة ثانية أصيب فلسطينيان أمس بجروح بعد تعرضهما للضرب بالحجارة من مستوطنين اسرائيليين في منطقة البقعة شرق الخليل كما اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي ثلاثة اخرين من بلدتي ترقوميا وبيت آمر غرب الخليل و13 في انحاء متفرقة من الضفة ايضاً.
هذا وقامت جرافات الاحتلال الاسرائيلي بتجريف اراض زراعية في قرية معاوية من اراضي الروحة في الضفة.
وقال موقع عرب 48 الفلسطيني ان جرافات الاحتلال الاسرائيلي اقتحمت الاراضي الزراعية في القرية وهدمت ثلاثة مبان زراعية بحجة البناء غير المرخص.
كما اقتحمت هذه قوات قرى الرأس وكفر صور وسفارين في طولكرم.
ونقلت وكالة فلسطين أمس عن شهود عيان قولهم ان الاحتلال الاسرائيلي اقتحم مقرات المجالس القروية والمؤسسات الحكومية والعامة والمدارس والعيادات الصحية في القرى المذكورة.
من جهتها نقلت وكالة وفا عن مصادر أمنية قولها ان قوات الاحتلال الاسرائيلي نصبت كمائن في ازقة وشوارع قرية العرقة غرب جنين واقتحمت قرية كفيرت جنوب جنين برفقة ضباط من المخابرات الذين حققوا مع عدة فلسطينيين ودققوا في هوياتهم بطريقة استفزازية.
بموازاة ذلك اختتم المحققون الدوليون في جرائم العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة جلسات الاستماع للشهادات المؤلمة من الفلسطينيين.
وقال ريتشارد غولدستون المحقق الدولي الخاص بجرائم العدوان الاسرائيلي على غزة في تصريح صحفي نقله موقع قدس نت ان الشهادات التي استمع اليها فريق التحقيق كان يصعب كثيراً الاستماع اليها لانها تظهر معاناة الفلسطينيين ويجب ألا يضيع صوت الضحايا وسط الارقام والبيانات. واضاف غولدستون انه يتوقع ان يسلم فريق التحقيق تقريره للجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الشهر المقبل.
من ناحيته كشف مركز رام الله لدراسات حقوق الانسان في تقريره نصف السنوي حول الحريات الاكاديمية والحقوق التعليمية في الاراضي الفلسطينية عن استشهاد 164 طالبا و12 معلما واصابة 454 طالبا وخمسة معلمين خلال النصف الاول من العام الجاري.
فيما ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة إلى 349 شهيدا بوفاة طفل مريض لم يتسن لذويه نقله للعلاج خارج القطاع.
ونقلت وكالة سما الفلسطينية عن بيان لوزارة الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة أمس ان عدد المرضى الذين توفوا جراء الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة منذ عامين ارتفع إلى 349 بعد وفاة طفل مريض. من ناحيتها طالبت فرنسا السلطات الاسرائيلية بفتح جميع المعابر بشكل دائم إلى قطاع غزة الذي يخضع لحصار اسرائيلي ظالم امام حركة الاشخاص والسلع وخاصة أمام بعثات المساعدات.
ونقلت أ ف ب عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية ايريك شفالييه قوله أمس في مؤتمر صحفي نشر على الانترنت ان باريس لاتتفهم اسباب منع اسرائيل بعثة الاطباء الجراحين من الدخول إلى قطاع غزة.
من جهة ثانية نفت حركة حماس أمس نيتها تقديم لائحة جديدة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بالافراج عنهم مؤكدة انه لا تغير على القوائم التي قدمتها حماس في الماضي.
وقال أسامة المزيني القيادي في الحركة في تصريح لوكالة معا الفلسطينية ان استقراء التصريحات الاخيرة يؤكد ان اسرائيل لديها توجه لاستئناف المفاوضات حول جنديها الاسير لدى المقاومة جلعاد شاليط.
وقالت احصائية نشرتها وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ان 30 أسيرا فلسطينيا في سجون الاحتلال الاسرائيلي يعانون من أمراض مستعصية من بين 122 أسيراً محكوم عليهم بالسجن مدى الحياة من قطاع غزة.
من جانب آخر عقد في مدينة رفح الفلسطينية لقاء مفتوح تحت عنوان الحوار الوطني الفلسطيني إلى أين ومتى برعاية الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون بهدف تعريف الشعب الفلسطيني بتطورات الحوار الوطني وهل هناك أمل بالتوصل إلى اتفاق وانهاء حالة الانقسام واعادة اللحمة الفلسطينية.
في سياق متصل قال أبو احمد فؤاد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان تشكيل حكومة وفاق وطني هي الطريق لتوحيد الصف الفلسطيني ونبذ الانقسام ورأب الصدع واعادة اللحمة الفلسطينية.