تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المخاطر الرئيسية للتدخين

طب
الأثنين 11-6-2012
الأستاذ الدكتور محمد وليد سنكري*

لم يعد أحد يشك أو يجادل في أضرار التدخين، هذا الضرر الذي قل أن يترك عضواً في البدن إلا ويطاله ناهيك بالضرر الذي طال حتى غير المدخن الذي يجالس المدخن ويعايشه وهو ما أكدته الدراسات المختلفة والمتعددة وما اصطلح على تسميته بالتدخين السلبي.

وإذا كان جهاز التنفس هو الأكثر تضرراً والأبرز بالتدخين نظراً للعلاقة الوثيقة بينهما ونظراً لأن جهاز التنفس هو السبيل الأوحد لمرور نواتج التدخين وعبورها إلى جسم الإنسان فإن بقية الأجهزة وخاصة القلب وجهاز الدوران والجملة العصبية وجهاز الهضم والكليتين والجهاز البولي هي أيضاً كثيرة التأثير وإن كان الأمر يتطلب عادة فترة أطول من الزمن ودون أن تبدو العلاقة واضحة بين التدخين وبين إصابة هذه الأجهزة.‏

وقد لايسمح لي هذا العرض الموجز لإعطاء دراسة علمية مفصلة عن أضرار التدخين على جهاز التنفس فحسبي أن أشير إلى آفتين كثيرتي الشيوع والحدوث مع خطورة كبيرة في نتائج الإصابة بهما نظراً للصعوبة البالغة في معالجتهما وإمكانية الشفاء المستحيلة.‏

أول هذه الإصابات: إصابات الطرق التنفسية الانسدادية أو مايعرف بالتهاب القصبات المزمن وما ينجم عنه من نفاخ رئوي ومن ثم القصور التنفسي المزمن وانعكاس ذلك على القلب الأيمن.‏

إن هذه الإصابة التي تبدأ بسيطة بسعال وقشع غير مزعجين تتطور ليصبح المريض بعد فترة رهن الفراش خاصة في الفصول الباردة لعجزة عن العمل وكثرة تواتر الهجمات الحادة وانعكاس ذلك اقتصادياً بالانقطاع عن العمل ثم تنتهي الحالة بعجز مطلق نهائي وثابت يمنع المريض عن القيام بأبسط أعماله الحياتية وحتى من النوم بهدوء، مما يجعل حياة المصاب صعبة قاسية منهكة له ولمن حوله.‏

وثاني الإصابات: هي سرطان القصبات المخيف..‏

أقول المخيف لأن الدراسات أثبتت أنه أكثر السرطانات عند الرجال حدوثاً وأولها في حدوث الوفاة بين الأورام الخبيثة لصعوبة وتأخر اكتشافه وتشخيصه.‏

هذا دون أن نتحدث عن سرطان الشفة واللسان وسرطان الحنجرة والبلعوم وغلبة حدوثهما عند المدخن وكذا سرطان المثانة الذي ثبت أنه أكثر حدوثاً عند المدخنين منه عند غير المدخن.‏

وبعد:‏

إن مشكلة التدخين مشكلة عويصة متعددة الوجوه متشعبة المسالك، فهي ذات أبعاد صحية، اجتماعية، ثقافية، اقتصادية وليس من اليسير التغلب عليها أو معالجتها، فإذا أردنا التغلب عليها فيجب علينا أن نوحد جهودنا وأن تستمر هذه الجهود والتي تثمر إلابعد صبر وأناة وتصميم.‏

 رئيس الجمعية السورية لمكافحة السل والأمراض التنفسية بحلب‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية