تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الزراعة الحافظة للتربة في يوم حقلي ..تحسين إنتاجية الأنواع الزراعية والتقليل من استنزاف الموارد الطبيعية

مراسلون
الأثنين 11-6-2012
جمعة خزيم

لأهمية استخدام طرق الزراعة الحافظة أقام مؤخراً مشروع رفع الاستجابة التنموية لتخفيف الفقر وتأثير الجفاف التابع للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة اكساد

يوماً حقلياً عن الزراعة البديلة في قرية /تل خنزير/ في منطقة الاستقرار الثانية شمال مدينة الحسكة.‏

د. أيمن العودة رئيس برنامج الزراعة الحافظة في اكساد قال : هذه الزراعة نهج زراعي جديد و أن أسباب التحول إلى الزراعة الحافظة البديلة يعود إلى تدهور حالة الأراضي الزراعية نتيجة استنفاد محتوى التربة من المادة العضوية بسبب عمليات الفلاحة المتكررة والمكثفة وتراجع خصوبة التربة بسبب عزوف المزارعين عن إضافة الأسمدة المعدنية بالكميات اللازمة لتعويض ما تم استخلاصه من نباتات المحصول السابق وتعرض التربة الزراعية للانجرافين المائي والريحي وعدم تغطية التربة بالبقايا النباتية، والموت التدريجي للتربة بسبب غياب الكائنات الحية الكبيرة كديدان الأرض التي تساعد على حفر أنفاق في التربة لتحسين عملية التهوية وتحويل البقايا النباتية إلى مادة عضوية‏

وبين العودة أن السبب الثاني في التحول للزراعة الحافظة ناتج عن انخفاض كفاءة استعمال مياه الأمطار نتيجة تراجع معدل هطول المطر السنوي، وسوء توزيع الأمطار خلال موسم النمو وانحباسه في المراحل المتقدمة /مرحلتا الإزهار وامتلاء الحبوب وشح المياه العذبة / وازدياد معدل فقد المياه نتيجة التبخر بسبب ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى ازدياد وتيرة استهلاك المياه المتاحة بكميات محدودة في منطقة انتشار الجذور وصعوبة تطبيق تقانة الري التكميلي خلال الفترات الحرجة من حياة النبات بسبب ارتفاع أسعار الوقود.‏

وأشار أن الفلاحة التقليدية تخلف عدداً من المساوئ أهمها تسريع معدل تهدم المادة العضوية ما يؤدي على تدهور بنية التربة وتشكل الطبقة السطحية الكتيمة التي تقلل من تغلغل المياه إلى جوف الأرض. وبالتالي تمنع ظهور البادرات فوق سطح التربة ما يحمل المزارع تكاليف إضافية تتمثل بأجور الفلاحة التي تزداد بتزايد عدد الفلاحات المخصصة لكل موسم وهذا ما يؤدي بالمحصلة إلى تراجع تدريجي في إنتاجية النبات الترب وتشكل طبقة صماء تحت سطح التربة الأمر الذي يعيق رشح المياه وانتشار الجذور وانضغاط طبقات التربة تحت السطحية.‏

ونوه العودة إلى الفوائد التي يجنيها المزارع من خلال تطبيق الزراعة الحافظة كالتقليل من استنزاف الموارد الطبيعية كالمياه والتربة وإعادة تأهيل وتحسين محتواها من المادة العضوية والعناصر المعدنية المغذية وتحسين حجم الكتل الترابية وثباتها ومساميتها، كما تقي التربة من الانجراف بفعل عوامل الطبيعة وتحسين إنتاجية الأنواع الزراعية ويزيد من هامش الربح الاقتصادي للمزارع إضافة لكون هذه الطريقة صديقة للبيئة حيث يتم التقليل من انبعاث الملوثات الجوية وتقليل حدوث التسخين لسطح التربة الذي قد يتسبب في موت البذور‏

من جانبها قالت المهندسة نالين أسعد المدير الحقلي لمشروع رفع الاستجابة إن عدد المتعاقدين من أبناء محافظة الحسكة بلغ 40 مزارعاً مع المشروع خلال موسم 2011 – 2012 في مناطق / كوز شرقي في اليعربية وطول كرم في تل حميس وقرى تل خنزير وخربة الجمل ومشيرفة حليمو/، حيث بلغت مساحة الأراضي التي مولت من قبل المشروع كقطع تجريبية 1000 دونم في حين بلغت المساحات الممولة من قبل المزارعين وتحت إشراف المشروع 800 دونم، حيث يقدم المشروع مستلزمات الإنتاج الزراعي للفلاحين بشكل متساوٍ، لافتةً إلى أن النتائج كانت واضحة ومتميزة عن الزراعة التقليدية في جميع أطوار الدورة الحياتية للنباتات، كما تم جني المحاصيل في جميع المشاريع على خلاف المشاريع التي زرعت بالطريقة التقليدية والتي لم يحصد اغلبها.‏

بدوره دعا المهندس ديلان داهوود مدير زراعة الحسكة قال :التحول للزراعة الحافظة يُمكن من مجابهة الجفاف من جهة والحفاظ على فيزيائية التربة من جهة أخرى وأيضاً رفع الناتج لدى الفلاحين الأمر الذي يسهم في زيادة المردود والنهوض بالحالة الاقتصادية، موضحاً أهمية التوفير الكبير الذي تؤمنه الزراعة البديلة في استهلاك المياه والوقود ومستلزمات الإنتاج.‏

وعرض عدد من الفلاحين الذين تعاونوا مع المشروع وتحولوا إلى طريقة الزراعة البديلة الفوارق الكبيرة التي حصلت على طبيعة النبات ووفرة الإنتاج والانخفاض الواضح في تكاليف العملية الزراعية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية