تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في أول مسابقة من نوعها لهذا الفن الراقي...الخط العربي عندما تبدعه أنامل الشباب... احتفاء بالتراث وتواصلاً مع المستقبل

شباب
2012/6/11
دمشق - ملحق شباب:شكل فن الخط العربي معلماً بارزاً في مسيرة الفن العربي، فقد صحب هذا الفن الحضارة العربية الإسلامية، وتطور مع تطورها

ونشأت حروفه نشأة فنية إبداعية وجمالية... جنباً إلى جنب مع وظيفتها البيانية (اللغوية).‏‏

واحتل الخط العربي مكانة بارزة ومميزة، باعتباره فناً إبداعياً راقياً تجلت نماذجه الرائعة في شتى مناحي الحياة المختلفة، وأصبح وسيلة من وسائل الاتصال التي تمكن المتعلم من التعبير عما يجول بخاطره من أفكار ومشاعر كما أن وضوح الخط يعتبر من العوامل الأساسية التي تمكن القارئ من الوقوف على المعاني الصحيحة وعلى ذلك فإن العناية بالخط وبتعليمه لا بد وأن يلقى اهتماماً كبيراً نظراً لأهميته كفن إبداعي راق.‏‏

من هذا المنطلق تبدو إقامة مسابقة للخط العربي من الأهمية بمكان لاختيار المتميزين في هذا الفن وتدريبهم وصقل مهاراتهم الكتابية ووضعهم على السكة الصحيحة لاحقاً، ولعل هذه الأهداف مجتمعة وجدت تطبيقاً لها في المسابقة الوطنية للخط العربي التي أطلقتها منظمة الشبيبة هذا العام بالتزامن مع المسابقة الوطنية للتمكين للغة العربية التي أقيمت بالتعاون مع وزارة التربية.‏‏

نظرة عن كثب‏‏

كما أسلفنا أقيمت مسابقة الخط العربي بالتزامن مع المسابقة الوطنية الثالثة للتمكين للغة العربية، وقد اقتصرت في دورتها الأولى على خط الرقعة والذي يعد أقرب الخطوط ممارسة في الحياة اليومية.‏

‏‏

اشترك في التصفيات الأولى للمسابقة 1366 طالباً وطالبة من طلاب الصفين السابع والعاشر وممن يمتلكون مهارات في الخط العربي، وتأهل منهم 565 طالباً وطالبة للمشاركة في المرحلة الثانية على مستوى المحافظات التسع التي أقيمت فيها المسابقة، وهؤلاء تأهل منهم 36 طالباً وطالبة للمشاركة في النهائيات المزمع إقامتها صيف هذا العام.‏‏

فؤاد عاصي عضو قيادة اتحاد شبيبة الثورة رئيس مكتب التربية ورئيس اللجنة المشرفة على المسابقة أكد أن مسابقة الخط العربي تعد الأولى من نوعها وجرت فعالياتها بالتزامن مع مسابقة التمكين للغة العربية وتهدف إلى إثارة الاهتمام لدى الشباب بالكتابة السليمة وتعلم أصولها وقواعدها وإحياء فن الخط العربي باعتباره تراثاً حضارياً وثقافياً يحتاج إلى من يحمله إلى الأجيال القادمة.‏‏‏

مشيراً إلى النتائج الكثيرة المتوخاة من إقامة هذه المسابقة ومنها تعزيز مهارة الشباب من الكتابة في خط الرقعة وإثارة الاهتمام العام ولدى الشباب خصوصاً في أهمية الكتابة السليمة وتعزيز مفهوم التواصل من خلال الكتابة السليمة، وتعزيز الارتباط باللغة العربية وتمكينها عبر استخدام خط الرقعة لدى الشباب وتعزيز الصلة بين التراث الحضاري والإنساني العربي وبين التمكين للغة العربية عبر الكتابة السليمة والواضحة.‏‏‏‏‏‏

وحول اختيار خط الرقعة هدفاً للمسابقة أوضح أن هذا الخط هو أساس الخطوط العربية الأخرى كما أنه أقرب الخطوط إلى الخط الممارس في حياتنا اليومية وبالتالي التمكن من هذا الخط ينعكس ايجابياً على المشاركين.‏‏‏

احتفاء باللغة العربية‏‏

أما فيما يتعلق بالمسابقة الوطنية الثالثة للتمكين للغة العربية أوضح رئيس اللجنة المشرفة على المسابقة أن أهميتها تأتي كونها تركز على الشباب، وتحفزهم على الاهتمام بلغتهم العربية الفصحى التي تمثل التراث والأصالة والهوية مشيراً إلى الطاقة والقدرات الخاصة للشباب وضرورة توظيفها بما أنهم يشكلون نصف المجتمع ويشكلون حاضر الوطن ومستقبله.‏‏‏‏‏‏

وأشار إلى أن المسابقة وعبر مراحلها المتنوعة التحريرية والشفوية وعلى جميع المستويات خلقت حالة من الاحتفاء بلغتنا الفصحى، وحفزت الشباب لبذل المزيد من الجهد للغوص في بحورها والبحث عن كنوزها ودررها، وساهمت في عدم ركون الشباب فقط إلى ما يحققونه في المسابقة بل الاستمرار في القراءة، مشيراً لما تؤديه هذه الفعاليات وغيرها من دور في مواجهة ما يستهدف الوطن والأمة بتاريخها ووجودها، فما يحدث الآن هو محاولة للنيل من تراثنا وهويتنا والمؤامرة تعمل لسحق انتمائنا للغتنا، ولكننا متجذرون في أرضنا ومتمسكون بثوابتنا الوطنية.‏‏‏‏‏‏

من الهواية إلى الاحتراف‏‏

من جهته أكد المهندس طلال بيطار عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفنانين التشكيليين أهمية إقامة مسابقة متخصصة بالخط العربي والذي من المهم أن يمتلك الشباب أصوله وقواعده الصحيحة في مرحلة مبكرة وصولاً إلى مرحلة الإتقان التي تتيح لهم إبداع لوحات فنية مرسومة بالخط العربي هذا الفن الذي أخذ بالاتساع بشكل كبير وحجز لنفسه مكاناً مرموقاً بين الفنون التشكيلية باعتباره فناً ذا أصول وقواعد وذا جمالية أيضاً.‏‏‏

وأوضح بيطار أبرز المزايا التي من الممكن تعلمها في الكتابة الصحيحة للخط العربي فالخط المتقن يجعل الكتابة واضحة وتمكن الطالب من اكتساب مجموعة من القيم الفنية والأخلاقية كادراك الجمال وصحة الحكم ودقة الملاحظة والانتباه والنظافة والنظام والصبر والمثابرة والترتيب، فضلاً عن أن الخط متمم للقراءة وضروري لها خاصة في أول مرحلة للتعليم، لذلك فهو يساعد على الكتابة السريعة والنقص في التدريب يؤدي إلى البطء في الكتابة وللسرعة فوائدها في مجالات التعليم المختلفة، وكل هذه الأغراض السابقة- كما قال بيطار- يمكن تلخيصها في محاور ثلاثة وهي الوضوح، السرعة ، الجمال.‏‏

ربط الماضي بالحاضر‏‏

المشاركون في المسابقة أعربوا عن تعلقهم بهذا الفن العربي الأصيل الذي يعتبر حلقة وصل بين تراثنا العربي وبين المستقبل، وأشاروا إلى أن هذا الفن بحاجة لمن يحمله ليتعاقب من جيل إلى آخر.‏‏

محمد مصطفى أحد المشاركين في المسابقة من الصف العاشر قال: إنه بدأ بتعلم إتقان فنون الخط العربي منذ الصغر مستفيداً من تجربة والده في هذا المجال وقد شارك في العديد من مسابقات الرواد ونال جوائز عديدة في مجال الخط العربي مشيراً إلى أهمية المسابقة في حفظ ارث الأجداد ونقله للأجيال القادمة وإلى تميز الخط العربي المكتوب باليد عن المنفذ عبر جهاز الحاسب الذي يفقد هذا الخط الكثير من جماليته ورونقه.‏‏

وبين الطالب ميشيل نادر أن حبه لهذا النوع من التراث يدفعه لدراسة الخط العربي كهواية مستقبلاً مؤكدا أن الممارسة العملية للخط هي الأساس في تعلم مهاراته وإتقانه بشكل جيد .‏‏

واعتبر نادر أن الخطاط العربي هو كالفنان التشكيلي في العصر الحديث يتطلب منه عمله، الخلق الفني الجديد وابتكاراً في وضع الحروف في الكلمات والكلمات في السطر والسطور على الورقة.‏‏

فن ذو قواعد وأصول‏‏

الطالبة إسراء العقدة قالت إن هواية الخط العربي رافقتها منذ نعومة أظفارها وقد استطاعت بفضل متابعة أهلها أن تجتاز الكثير من العقبات وصولاً إلى امتلاك الأدوات الصحيحة لممارسة هذا الفن الإبداعي الذي وحسب تعبيرها لا يقل أهمية عن باقي الفنون التشكيلية الأخرى.‏‏

واعتبرت إسراء أن الموهبة وحدها لا تكفي للنجاح فالخط العربي يحتاج إلى تمرين طويل، ودراسة للتقنيات المعقدة. فالتمرين على أشكال الحروف يجب أن يكون بشكل مستمر وسابق للتمرين قبل الخط يومياً وهكذا طيلة الحياة، كما يتطلب من ممارسيه وخصوصاً أولئك الذين لديهم نية للاحتراف أن يحفظوا عن ظهر قلب كل أشكال الحروف، وأن تكون لديهم القدرة على إمكانية تحويرها في لحظة الخط إن تطلبت الضرورة لذلك. فالحروف العربية منها العامودية ومنها الأفقية، وتعاقبها يولد تكراراً مختلفاً لأجسام الحروف والفراغات.‏‏

منعاً من اندثاره‏‏

بدوره أشار الطالب نور الدين اللحام أن الخط العربي تراث عربي أصيل لا بد من إحيائه والاحتفاء به في مناسبات تنفذ خصيصاً لهذه الغاية ومنها هذه المسابقة المتميزة والتي لا يجب – حسب رأيه –التوقف عندها بل تكرارها في المستقبل وعرض نتاجات المشاركين فيها في معارض تخصصية لتكون حافزاً لهم ولغيرهم لخوض غمار هذا الفن.‏‏

وقال اللحام: الخط العربي ظل محافظاً على رونقه وشبابه رغم كل ما يحيط بنا من تغيرات تكنولوجية وحياتية وكل ذلك بفضل رواد هذا الفن وفنانيه الذين نقلوه إلينا ولا يستطيع أحد أن ينكر دور هؤلاء الفنانين الرواد وبراعتهم في مجال الخط العربي والذين أمتعونا بلوحاتهم الخطية الرائعة، وهذا ما يدفعنا كأجيال شابة إلى أن نحافظ على هذا الفن وننقله إلى الأجيال الأخرى منعاً من اندثاره.‏‏

الخط على أصوله!‏‏

ولم يكن للطالبة لانا قربي رأي مخالف فهي تعتبر أنه من الضرورة بمكان إحياء فن الخط العربي عبر هذه المسابقات التي تمكّن المشاركين فيها من تقديم نتاجاتهم ولوحاتهم الفنية المرسومة بالخط العربي وبهذا تتاح لهم الفرصة لتقييمها من قبل المتخصصين والاستماع إلى ملاحظاتهم حولها ما يمكّن الشباب من تلافيها مستقبلاً. وترى أن الخط العربي تعرض لاضمحلال وركود بسبب تراكم عوامل كثيرة، وهذا يتطلب تضافر الجهود، لإعادة بعثه وإحيائه من جديد.‏‏

في حين قال أحد المشاركين: مشكورة كل الجهود التي بذلت لإنجاح هذه المسابقة التي اعتنت ولأول مرة بفن الخط العربي، فالموهوبون في مجال الخط العربي -على ندرتهم- لا يجدون من يشجعهم أو يرعاهم أو يصقل مواهبهم هذا فضلاً عن أن ما يتناقله البعض من كتابات عن طريق الأجهزة الالكترونية هي عبارة عن قوالب نمطية ثابتة مرصوصة، تسهم –مع غيرها- في نشر الرتابة، وتكاد تقضي على عناصر الإبداع لدى الموهوبين في المجالات الفنية وغيرها ما بات يهدد بضياع الخط العربي على شاشات هذه الأجهزة.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية