كانت هذه الكلمات الأخيرة التي كتبها الشهيد الملازم شرف محمد الكريبان، الذي استشهد بتاريخ 9/2/2012 أثناء تأديته واجبه الوطني في حماية المدنيين خلال مهمة كُلف بها هو ومجموعة من رفاق السلاح في منطقة خان شيخون بمحافظة إدلب.
وقال والد الشهيد: قدمنا فلذات كبدنا قرابين من أجل الوطن وكرامته والدفاع عنه، وإننا على الفراق لمحزونون، إلا أن الأوطان لا يُمكن أن تُبنى إلا بتضحيات أبنائها الخلّص، ولن تحافظ على استقلالها وسيادتها إلا بدمائهم الطاهرة.
وأضاف والد الشهيد: إن كان للأمنيات مكان فقد كنا نتمنى أن يستشهد أبناؤنا في معركة تحرير الأرض العربية واسترجاع ثالث الحرمين الذي يدنس كل يوم من قبل اليهود الصهاينة، ولم نرد أن يستشهد أبناؤنا بيد إخوة لهم أغواهم الشيطان فأعمى بصيرتهم ليقدموا على هذا العمل المرفوض شرعاً.
وأكد والد الشهيد أننا كلنا نريد الإصلاح، ونريد محاربة الفساد، ونحلم بحياة أفضل، ولكن هذا لا يأتي بالقتل والتخريب بل بالحوار البنّاء.
السيدة صالحة الحسن والدة الشهيد قالت: إن ولدي محمد عريس هذا الوطن، هو ورفاقه قناديل تضيء عتمة الليل، كم حلمت أن أراه عريساً وأن أقيم له عرساً مميزاً ولم أفكر للحظة أن عرسه سيكون بهذه الروعة، إني اليوم أبحث عنه بين إخوته فلا أجده، كل ما بقي صورته وبعض أغراضه الشخصية، لن يذهب بعد اليوم لسقاية الأرض أو مساعدة والده في حراثتها، أبحث عنه في وجوه إخوته فلا أجده بينهم، فإلى جنات الخلد يا ولدي.
شقيق الشهيد قال: كان محمد يخدم الوطن وقضى في سبيل هدف نبيل، حماية أمن سورية وطننا من أيدي العابثين الآثمين، لم يكن وحيداً بل استشهد مع مجموعة من رفاقه، الذين أبوا إلا أن تكون أجسادهم دروعاً في وجه رصاص الغدر ليكونوا شهداء الوطن ومنارات على طريق النضال المستمر حتى تحقيق النصر على الظلم والعدوان.
والشهيد من مواليد الرقة 1989، يحمل الشهادة الثانوية، كان يؤدي الخدمة الإلزامية أثناء استشهاده.
الرقة تقع في الضفة الشمالية لنهر الفرات أكثر اعتمادها على الزراعة