وحذرت الهيئتان في بيان مشترك أمس من أن العدوان التركي على المناطق الحدودية شمال البلاد يتسبب بتهجير عدد كبير من المواطنين ويزيد من مخاطر نشاط إرهابيي تنظيم داعش الأمر الذي يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة ويفاقم الحالة الإنسانية ويقوض التقدم المحرز في محاربة التنظيم الإرهابي.
ودعا البيان المجتمع الدولي إلى منع حدوث كارثة إنسانية وشيكة ومساعدة الدولة السورية لاستعادة سيادتها الكاملة على البلاد باعتبارها القادرة على تنظيم عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى المهجرين ومنع انهيار الوضع الصحي والبنية التحتية والاجتماعية والاقتصادية في منطقة الجزيرة.
وأشارت الهيئتان إلى أن الجهود المشتركة السورية والروسية أثمرت نتائج جدية بتهيئة الظروف المناسبة لعودة المهجرين إلى أماكن سكنهم وتأمين المرافق الخدمية وفرص العمل وعودة الطلاب إلى مدارسهم بالتوازي مع تأمين المساعدات الطبية وإعادة إعمار الإرث الحضاري الثقافي للبلاد.
وجدد البيان التأكيد على أن واشنطن وبعض الدول الغربية ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة السورية لعودة جميع المهجرين تواصل عرقلة عودة المواطنين السوريين إلى وطنهم لأهداف خاصة عبر تخويفهم والتضييق على الدولة السورية ماليا واقتصاديا ولا سيما في قطاعات الوقود والدواء وعملية إعادة الإعمار.
ولفت البيان إلى أن الوجود غير الشرعي للولايات المتحدة وحلفائها على أراضي الدولة السورية أهم عوامل زعزعة الاستقرار ومنع عودة الحياة الطبيعية فيها ولا سيما إصرار واشنطن على إبقاء قاعدة التنف لتدريب وإمداد المجموعات الإرهابية التي تحارب الدولة السورية، ومعارضتها تفكيك مخيم الركبان مستخفة بجميع قواعد القانون الدولي.
وأوضح البيان أن الجانب الأميركي يواصل عرقلة إنهاء معاناة قاطني مخيم الركبان وإجلاء من بقي منهم على الرغم من اعتراف جميع المؤسسات الدولية بأن الظروف التي هيأتها الدولة السورية لعودتهم مطابقة للمعايير الإنسانية الدولية.
هذا وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد جدد أمس دعم بلاده كل الجهود المبذولة للتصدي للإرهاب وحل أزمات المنطقة عبر الطرق الدبلوماسية.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بوتين قوله أمس خلال لقائه ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان في الرياض: ندعم التصدي للتهديد الإرهابي وتسوية أزمات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالطرق السياسية والدبلوماسية.
في الأثناء اعتبر الكرملين أن العدوان التركي على الأراضي السورية، لا يتطابق بشكل تام مع مبدأ احترام وحدة الأراضي السورية، داعيا أنقرة إلى عدم اتخاذ إجراءات تعرقل تسوية الأزمة.
وأشار أوشاكوف إلى أن هذا الموضوع قد تحدث عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وموقف روسيا تم تحديده في بيان عقب الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع نظيره التركي أردوغان.
وشدد مساعد الرئيس الروسي على أن النقطة الأهم تكمن في «أن يتصرف الأتراك بشكل متكافئ مع الوضع وألا تعرقل الإجراءات التي يتخذونها تطوير التسوية السياسية في سورية.
وكان الكرملين قد جدد أمس موقف موسكو الداعي إلى ضرورة تجنب أي إجراءات يمكن أن تتعارض أو تعرقل الحل السياسي للأزمة في سورية.
وخلال مؤتمر صحفي قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف رداً على سؤال حول عدوان النظام التركي على الأراضي السورية: أنتم تعلمون منذ البداية أنه أشار الجانب الروسي على مختلف المستويات إلى رفضه القاطع لأي أعمال من شأنها أن تعرقل وتعيق عملية الحل السياسي للأزمة في سورية وتثير التوتر فيها، مضيفاً: أكرر هذا الموقف لم يتغير.. إنه أمر ثابت ومعروف.
ولفت بيسكوف إلى وجود اتصال مستمر مع النظام التركي على مختلف المستويات حول سورية.
وتشن قوات النظام التركي عدواناً على الأراضي السورية بريفي الحسكة والرقة بالتوازي مع استهداف العديد من القرى والبلدات بريفي المحافظتين مركزة على البنى التحتية والمرافق الحيوية كمحطات المياه والكهرباء والسدود والمنشآت النفطية والأحياء السكنية ما تسبب باستشهاد عدد من المدنيين ووقوع أضرار ودمار كبير في البنى التحتية.