ولم يكن ليراودنا شك أن النهايات محتومة بهذا النصر الأكيد, وان ثمة متغيرات ومعادلات كبرى يفرضها إيقاع الصمود السوري, منذ أن بدأت الحرب العدوانية علينا, تسع سنوات, وساحات الميدان ترسخ الحقائق, وتصنع المعادلات ليس على مستوى المنطقة وحدها, إنما على المستويين الإقليمي والعالمي.
وهؤلاء الذين ظنوا أنهم قادرون على تغيير حقائق الجغرافيا والتاريخ, بعصابات الإرهاب ورعاع لا يعرفون معنى للحياة واهمون, بل إنهم خارج معطيات القراءة الواعية لكل معطيات التاريخ والحياة, لم يعوا دروس ما كان حتى القريب جدا منها, من بدء عدوانهم الوحشي قبل ما يقارب التسع سنوات, مرات ومرات هزموا وانكسروا ودحروا إلى غير رجعة لكن ثمة غباء مستفحل لازم الأدوات وليس المشغل, فالمشغل لايهمه من أمرهم شيئاً أبدا فليذهبوا إلى الجحيم لن يرف له جفن, ما دام الأمر لا يحدث خسائر في صفوفه وبين قواته.
ومن المؤلم أن الكثيرين لم يستوعبوا الدرس في الوقت المناسب, على الرغم من عشرات الفرص التي أتيحت لهم, لكنهم ظنوا بلحظة ما أنهم أصبحوا قوة يحسب حسابها, ولم ينتبهوا, بل اعماهم الغرور أنهم مجرد استعمال عابر, لاكثر من مرة, وإلى غير رجعة.
وبكل الأحوال ما يفرضه إيقاع الميدان السوري بانتصارات الجيش العربي السوري, محاطا ومسيجا بمحبة وقلوب السوريين بكافة ألوان الطيف, هو الذي يرسم ملامح اليوم والغد, ويرسخ النصر النهائي, ويقدم رسائل بيان لا تحتاج إلى تأويل وإعادة قراءة وشرح, وعلى من يتعظ بذلك ومنه أن يقرأ ذلك ويرسم الخطوط التي تتشابك لتكون وريد سورية النابض بقوة الفعل والعطاء, وعلى علم ضم شمل البلاد, فيه من كل عين سواد, ومن دم كل شهيد مداد.