مع تواصل الدعم لبرنامج التلقيح الوطني بأقصى الإمكانات المتاحة يستعيد البرنامج مكانته في صدارة برامج التلقيح في دول إقليم شرق المتوسط كما كان قبل الأزمة، ولا سيما أن منظمة الصحة العالمية أعلنت نهاية عام 2018 خلو سورية مجدداً من شلل الأطفال بناء على تقييم ميداني بيّن عدم تسجيل أي عزل للفيروس منذ أكثر من عام الأمر الذي اعتبرته المنظمة انتصاراً للصحة العامة على المستوى الإقليمي والعالمي.
حملة التلقيح الحالية التي انطلقت أول أمس تهدف للوصول إلى أكثر من 2,774 مليون طفل، ضمن لقاح آمن وصحي ومجاني مستورد من كبرى شركات الدواء العالمية، فيما نُفذت الحملة الوطنية الأولى ضد شلل الأطفال في آذار الماضي بنسبة وصول إلى الأطفال إلى أكثر من 91 بالمئة من الأطفال المستهدفين، مع عدم تسجيل أي تأثيرات جانبية للقاح شلل الأطفال في الحملات السابقة.
خلال الحملة يمكن للأطفال الحصول على اللقاحات مجاناً في المراكز الصحية، والمدارس الرسمية والخاصة ومن خلال فرق التلقيح الصحية الجوالة المتواجدة في كافة المناطق، كما أن الفرق ستقوم بالتلقيح من منزل إلى منزل في المناطق المشمولة بحملات اللقاح.
خلو سورية من مرض شلل الأطفال يثبت نجاعة الاستراتيجية الصارمة التي انتهجتها وزارة الصحة ومديرياتها في المحافظات لوضع حد لانتشار المرض وضمان عدم تسجيل أي حالة جديدة به.
الأطفال بحاجة إلى مناعة قوية والسبيل الوحيد لذلك هو من خلال قطرات لقاح شلل الأطفال الفموي وأخذ جرعات متعددة منه، مع إيضاح الرسالة للأسر والأطباء أن يشارك كل طفل تحت الخمس سنوات في حملة التلقيح لمنع الشلل مدى الحياة وإبقاء سورية خالية من شلل الأطفال.