وهذا الدور عندما يتصف بالجدية والأمانة والمهنية العالية لابد أن يؤتي ثماره ولو بعد حين، وقد تعلمنا من قادتنا أن لانسكت عن الخطأ ودورنا هو الإشارة إلى الخطأ، ولكن في الآن نفسه عندما تتبدى لنا ظاهرة إيجابية، فمن الأهمية بمكان أن نضيء عليها لتكون انموذجا يحتذى للنهوض بالمجتمع والارتقاء ماأمكن في العلاقات الإنسانية أولا ومن ثم في المؤسسات الخدمية على اختلاف قطاعاتها وأدوارها.
وعندما يأتي التكريم لبعض الإعلاميين من المتميزين في الاختصاصات المختلفة، إنما هو تثمين لدورهم الفاعل في المجتمع وتأثيرهم الهام إن كان على الصعيد المحلي أو خارج حدود الوطن سورية، فأهميتهم لاتقل عن أهمية أي جبهة في مواجهة العدوان يقاومون بالكلمة والرأي ويواجهون التضليل الإعلامي للعدوان.
وهذا الأمر يدفعنا إلى غير أمر لابد أن نتوقف عنده بعين الاهتمام والرعاية وأولها تقديم مايحتاجه الإعلامي ليقوم بدوره على الوجه الأكمل وهو من تفانى عبر سنوات الحرب الطويلة وقدم العديد من الشهداء في سبيل نقل الحقيقة إلى عالم يضج بالزيف والخداع وتشويه الحقائق، ولايزال يقف في الصفوف الأمامية جنبا إلى جنب مع الجيش العربي السوري، ولنا في صحيفتنا الأمثلة الكثيرة والمواقف التي تؤكد تمسك الإعلامي بقلمه الحر وكاميرته التي تلتقط اللحظات الحاسمة في غير موقع للقتال تسجل بطولات جيشنا وتضحياته.
ونحن والحقيقة الماثلة أمامنا في اضطلاع الإعلاميين بدورهم وماقدموه في سبيل الوطن من تضحيات يليق بهم التكريم من جهة، ومن جهة أخرى العودة إلى استقراء احتياجاتهم من زيادة سقف الضمان الصحي وتلبية مطالبهم ومعالجة همومهم وحمايتهم، وخصوصا أننا نعيش ظرفا اقتصاديا صعبا ربما ينعكس سلبا على حياته الخاصة والمهنية وحتى لاينتهي به المطاف إلى انكفاء بانتظار أن تدق ساعة رحيله الصامت، يوم لاينفعه تكريم أو درع يضاف إلى قائمة إنجازاته النبيلة.