بهدف تلقي دفعة جديدة من أوامر العمليات المتبقية في مشروع تفتيت المنطقة، واستكمال الدور المنوط بهم على رقعة الفوضى الأميركية «الخلاقة».
أوباما الذي يملك ناصية هذا الرهط الذليل من العملاء ، والمتصرف بأحوالهم وأمورهم، يحاول ـ من حيث الشكل ـ تبديد مخاوفهم المزعومة تجاه استحقاقات الاتفاق النووي الوشيك مع الجارة اللدودة إيران، وابتزازهم ـ من حيث المضمون ـ من بوابة المخاوف ذاتها، عبر إلزامهم بشراء وتركيب درع صاروخية علاها الصدأ في مخازن السلاح الأميركي، لتوفير قيمة المبالغ المستحقة لإيران في ذمة واشنطن خلال سنين الحظر والعقوبات وتجميد الودائع.
وفي الطريق إلى كامب ديفيد يدرك حكام الخليج أنهم مجرد أوراق لعب وعدة شغل في مشاريع الهيمنة الأميركية، ليس لها حق النقاش أو الاعتراض أو الرفض، فكلّ ما يمليه أو يأمر به السيد الأميركي مطاع ويجري تنفيذه بكل تفاصيله الشيطانية، وما يعنيه ذلك من تبديد لثرواتهم وتفتيت لمشيخاتهم وإذلال لشعوبهم وتهديد لعروشهم، ولا غرابة في ذلك، لأن تاريخهم طافح بالشواهد المذلة على تبعيتهم العمياء لأميركا والغرب.
في حضرة أوباما سيطرب هؤلاء الحمقى لبعض عبارات الثناء التي تمجّد غباءهم وتآمرهم، وتمتدح إسهاماتهم في دمار وتخريب المنطقة وسفك دماء أبنائها، وتشيد بما أهدروه من ثروات طائلة على دعم ورعاية الإرهاب ونشر وتعميم الكراهية والحقد، وتشكرهم على تفريطهم بفلسطين وشعبها وخذلانهم لقضايا أمتهم وتحالفهم مع إسرائيل، وسيخرج إعلامهم محتفلاً مبتهجاً بالانجازات المزعومة، ولكنهم لن يضمنوا أمنهم واستقرارهم بعد اليوم، ولن يخرجوا من مخاوفهم وكوابيسهم، لأن الخطر المحدق بهم يعشش في دهاليز أنظمتهم القمعية وفي صلب محمياتهم المرتكزة على الداعشية والتكفير والتخلف، وأوباما أكثر من يعرف ذلك..؟!!