وقد تجسدت فيه كل معاني الوطن الذي قامت على ضفافه حضارات علمت الدنيا شرقا وغربا معنى أن تكون مزدهرا متألقا شامخا.
كنا نشعر بمعنى الانتماء لوطن كبير وعريق، لم يكن الأمر ابدا مجرد مشاعر عاطفية، وإنما كانت ثمة رسالة مضمونها بعث ثقافة الوطن، إيمانا بأن أي نهضة في حاجة أن يستشعر الناس أنهم حفدة أجيال من البنائين العظام في الفكر والثقافة والحضارة، وتأكيدا على أن تضحيات أجدادنا في سبيل تحرير بلادهم، موضع تقدير واعتزاز من الأبناء الذين ينتمون لوطن كبير وعظيم، مايضاعف من فخرهم لكونهم يحظون بشرف الانتماء إليه.
هو ليس أرضا نسكنها، بل الوطن عشق يسكننا، هكذا كان وسيبقى ضميراً يسكننا لاأرض نعيش عليها وجميعنا مدعوون، (طلاباً وعمالاً، ومثقفين وأدباء)، وعلى اختلاف الأطياف إلى العمل الجاد لإنقاذ مجتمعنا من غياهب الظلمة والظلاميين لنعيد الروح والحياة لتفاصيل الوطن جميعه، ومهمتنا ليست تقتصر على بعث الهوية الوطنية والاعتزاز بها فقط بل السعي لبناء مواطن قادر على المشاركة في صناعة المستقبل استنادا إلى تاريخ وطن كان دوما قادرا على البناء وصناعة الحضارة.
ولن نخرج من هذا التيه إلا إذا عرفنا أنفسنا واستوعبنا تجربتنا، عندها سوف يشعر الجميع بأنه من العار بأن نكون حفدة لهؤلاء البنائين العظام، بينما نتقاعس عن المشاركة في إعادة بناء وطن يستحق أن نضحي في سبيل إعادة مجده.
سورية لؤلؤة الشرق وقلب العروبة النابض ودائما هي للحرية عنوان... صباحكم وطن عزيز.