،كما إن هذا التغير في بعض الأفكار والاتجاهات أظهر أهمية التوجيه في مدارسنا على وجه الخصوص ، حيث لم يعد الكادر التدريسي ممثلا بالمدرس- الذي يقدم المعلومات في صفه- قادرا على مواجهة المزيد من الأعباء والتغيرات يضاف إليه حاجة كلا من المدرس و الطالب إلى برامج التوجيه والإرشاد.
وبناء على تلك المعطيات الجديدة الحاصلة برزت الحاجة الى أن يقتحم التوجيه التربوي ميدان المدارس ليساعد المدرس على تجاوز العقبات التي قد يواجهها في مهنته التعليمية و الذي بدوره سوف ينقل المعلومة الى الطالب اضافة الى محاكاته عقول طلبته الفكرية و الحسية والاجتماعية و من هنا يمكن القول: إن التوجيه التربوي هو المجهود المقصود الذي يبذل في سبيل نمو الفرد من الناحية العقلية ، وان كل ما يرتبط بالتدريس أو التعليم يمكن أن يوضع تحت مسمى (التوجيه التربوي).
رافد للمعلم ..
لا يمكن اليوم أن ننكر أن المعلم أصبح بحاجة ملحة للتوجيه التربوي ليكون رافدا لمهمته التربوية والتعليمية ، لان المبادئ التربوية الأساسية تنظر إلى التربية باعتبارها عملية متكاملة ولذلك فإن الفصل بين مهمات المشرفين التربويين المتخصصين بموضوعات الدراسة المختلفة يؤكد الابتعاد عن الالتفات إلى أحوال المدرسة والجوانب الإدارية فيها ، وهي عوامل هامة في نجاح العمل التعليمي التعلمي أو في فشله . فالمعلم في المدرسة لا ينطلق إلى عمله من فراغ ، وإنما من نظام تعليمي عام يتصل بأنظمة المجتمع الأخرى سياسية واقتصادية ودينية واجتماعية عامة . ولا يمكن للمشرف التربوي أن يقدم مساندة للعمل التعليمي التعلمي وكأنه لا يتأثر بالنظام التعليمي بشكل عام وأنظمة المجتمع الأخرى .
و للاطلاع على هذا الموضوع أكثر و أهمية التوجيه التربوي التقينا علي أحمد رئيس شعبة التوجيه التربوي في مديرية التربية بمحافظة طرطوس و الذي تحدث في البداية عن الدور الذي يلعبه التوجيه التربوي في مدارسنا قائلا: انطلاقا من أهمية الدور الأساسي و الفعال للتوجيه التربوي في تحسين و تطوير الواقع التربوي في مرحلة التعليم الأساسي ( الحلقة الأولى ) و تحقيقا للاتصال الوثيق بالواقع التربوي و معرفة نواحي القوة و الضعف بهدف رفع مستوى العملية التعليمية . يقوم التوجيه التربوي في محافظة طرطوس بعمله بشكل جيد و ذلك من خلال جولات ميدانية تشمل القيام بزيارات دورية للمدارس التابعة للموجه للاطلاع ميدانيا على احوال المدارس و دراسة حاجاتها و متطلباتها و الاجتماع بالمعلمين و اعطاء التوجيهات الجماعية حول البرنامج التالي و يشمل: توزيع المنهاج على اسابيع و اشهر العام الدراسي وفق توجيهات الوزارة ، و التأكيد على استخدام الوسائل التعليمية ، إضافة إلى التخطيط الدراسي و التحضير اليومي لجميع الدروس و ضروة الاهتمام بالأعمال التحريرية للتلاميذ و تصويب الأخطاء ، و تقويم اداء المعلمين في كل مدرسة تابعة لمجال عمل الموجه من خلال زيارات صفية و تقويمية ، عقد الندوات و الاجتماعات و الدروس النموذجية من قبل الموجه و باشرافه بغية تدريب المعلمين و زيادة خبراتهم و التعليمية ، تقويم عمل مديري المدارس و معاونيهم و متابعة عملهم في السجلات المدرسية .حضور مجالس الاولياء و التخطيط لعقدها مع ادارات المدارس ، متابعة البناء و الاثاث المدرسي و رفع حاجات المدارس و النواقص المطلوبة ، الاشراف على الجانب الطليعي في المدارس و التخطيط لتنفيذ الانشطة و البيانات و المسابقات و خاصة مسابقات الرواد - متابعة نتفيذ المناهج المطورة و رصد الملاحظات حول هذه المناهج التي تركز على ان التلميذ هو محور العملية التعليمية و خاصة التعليم الذاتي و التعليم بالنشاطات و التعليم التعاوني التشاركي .
صعوبات تعيق العمل!!
أمام هذا العمل الذي يقوم به التوجيه التربوي لا بد من وجود صعوبات تعترض العمل احيانا و ابرز هذه الصعوبات كما ذكرها الاستاذ احمد تتمثل بالدوام النصفي في المدارس و الذي يعيق تطبيق المناهج المطورة لانها وضعت لدوام كامل و طويل . اضافة الى ذلك الاكتظاظ في القاعات بسبب أعداد التلاميذ الوافدين الذي يعيق الطرائق الحديثة في التعليم.
و بغية تلافي هذه الصعوبات ، كان هناك مقترحات لتطوير العمل في هذا المجال و ابرزها اعادة النظر بالدوام النصفي المطبق حاليا و اخذ بعين الاعتبار هذه الاعداد المتزايدة للطلاب في القاعات الصفية و محاولة تقليل العدد في الصف الواحد، اضافة الى توفير الادلة المرافقة للمناهج المطورة و خاصة المواد التي لا يوجد كتاب مقرر في الصفين الاول و الثاني ( التربية الدينية و التربية الاجتماعية) و توحيد جميع السجلات المدرسية و بطبعات وزارية مركزية دون الاعتماد على المكتبات الخاصة تأمين الوسائل التعليمية و خاصة للغة العربية (صور جزئية و بطاقات جميلة ) للمناهج المطورة .
و أخيرا يمكن القول : إن اصطلاح التوجيه في الوقت الحالي يقتصر على إعطاء المعلومات ، كما أن المتخصصين قد اتفقوا على أن التوجيه التربوي يشتمل بين عناصره على عملية الإرشاد وان كل مدرس أو إداري في المدرسة يشترك بشكل أساسي في برنامج التوجيه، في حين تبقى عملية الإرشاد من اختصاص المرشد كما تبقى عملية التدريس من اختصاص المدرس.