لذلك ولأنهم غير قادرين على الاعتذار بحكم التبعية أناب الملك الوهابي سلمان ولي العهد محمد بن نايف حضور قمة زعماء دول مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.
أما حجة سليمان في الاعتذار فهي ما يثير السخرية عندما لم يجد ما يختبئ فيه من حرده فاصدر البيان أنه مشغول بتوزيع المعونات الانسانية وافتتاح المراكز الاغاثية لليمنيين الذي يقصفهم بحقده قبل الهدنة المرتقبة اليوم وربما اثناءها ايضا.
ستة من مماليك الخليج دعيوا إلى البيت الأبيض في 13 أيار الحالي، على أن يشاركوا في اليوم التالي في قمة في المقر الرئاسي في كامب ديفيد.إلا أن اثنين فقط من هؤلاء القادة، هما أمير الكويت صباح الأحمد الصباح وأمير مشيخة قطر تميم بن حمد آل ثاني سيتوجهان إلى واشنطن.
ليعتزل اضافة الى الملك الوهابي سليمان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، أما الإمارات، فسينوب عن الشيخ خليفة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان.
ومن الواضح انه ليس بالمصادفة تغيب الزعماء الخليجين لكنه القلق يشل حركة التعاون الخليجي من التقارب الأميركي الايراني في الاتفاق النووي وزيادة الوزن الاقليمي لطهران.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري التقى الأسبوع الماضي في باريس وزراء خارجية دول الخليج للتحضير للقمة المرتقبة منذ زمن ، بحسب ما أشار ديبلوماسي خليجي ولم يذكر تغيب زعماء الخليج عن القمة.
وهو ما أكدته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية التي نقلت عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله إنه عندما التقى كيري الملك السعودي في الرياض الأسبوع الماضي، أكد له الأخير أنه سيحضر القمة، ولكن بعدما أعلن البيت الأبيض يوم الجمعة الماضي أن أوباما سيلتقي سلمان، تلقى المسؤولون في الإدارة الأميركية اتصالاً من وزير الخارجية السعودي أعلن فيه أن سلمان لن يحضر.
من جهته، اعتبر نائب رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأميركي جون ألترمان أن تغيب سلمان يحمل في طياته فرصة مخفية ألا وهي إمكانية تعرف الإدارة الأميركية على ولي ولي العهد محمد بن سلمان عن قرب. ولكنه أيضاً إشارة أكيدة للبيت الأبيض مفادها أن الملك السعودي لديه أموراً أهم ليعالجها غير الذهاب إلى كامب ديفيد ولقاء الرئيس الاميركي .
ويرى محللون ان الغياب الخليجي على المستوى القيادي ربما جاء بسبب عدم جدوى ضغط دول الخليج باتجاه الحصول من الأميركيين على معاهدة دفاعية بين الطرفين، خاصة أن مسؤول أميركي أوضح للصحيفة أن أوباما يتحضر لبيان رئاسي لن يكون ملزماً، ولن يكون أي رئيس أميركي مقبل مضطر لاحترامه.
إلى ذلك، أشار خبراء ومسؤولون في الإدارة الأميركية إلى أن القادة الخليجيين لا يزالون مستائين مما أدلى به الرئيس الأميركي خلال مقابلته الأخيرة مع نيويورك تايمز حول ضرورة أن يلتفت دول الخليج إلى الأخطار المحدقة بهم من داخل بلدانهم .
الاعلام الغربي ومن بينه صحيفة وول ستريت جورنال التي تطرقت للاعتزال الخليجي للقمة محللة حرد الخليج بأنه لم يحصل تقدم كاف بعد لتضييق الحفرة التي حدثت بين واشنطن دول الخليج خاصة في سورية وإيران فألغى الملك سليمان الرحلة الى واشنطن لضبابية الأجواء، وتم رفض الطلب الخليجي من الأميركيين للتزود بسلاحٍ متقدم لمحاصرة إيران، وهو أمر صعب تحقيقه في واشنطن لأنه يحتاج إلى موافقة من الكونغرس الذي يتمسك بالتفوق العسكري( الإسرائيلي) في المنطقة.