بحيث لم نعد ندري ما يريده واضعو هذه الخطط ولا ما تبغيه الحكومة من وراء تفرجها, وسكوتها, أو ببياناتها التي لم تعد تقنع أحداً في هذا المجال...مما أربك الزارعين, ورمى الوقيعة بينهم وبين الزراعة, ما لم نعهده من قبل, ولا سمعنا به قط!
وما يثير الاستغراب أن الدولة في الموسم الماضي رفضت استلام القمح بحجة مرض التبقع ولكنها في هذا العام تسلم بذاراً تبين بعد التحليل وجود نفس الإصابة فيه, وهي تصر على أن نسبة إنباته بحدود 90%, فما عدا ما بدا!!!? وماذا نقول لأولئك الفلاحين الذين باعوا قمحهم ب 516 ق.س للكغ? ومن يتحمل مسؤولية ما حصل?..وووو!!!? وما السر في أن التجار كانوا يبحثون,وبشكل محموم, عن القمح الذي قلتم إنه مصاب ورفضتم استلامه, وهم دفعوا 16 ل.س للكغ منه!!!?.
فمن الذي خطط? ومن الذي ربح? ومن الذي خسر?...بل ما هي العبرة من ذلك? وما العبرة بوصول سعر كغ الشعير إلى 19 ل.س? ولم نسمع أنه في تاريخ هذا المحصول أن وصل سعره إلى عشر ليرات للكغ,وما السر مرة أخرى بفقدان بذار الشعير لموسم 2007-,2008 مع العلم أن المساحة المخططة لهذا الموسم هي 130 ألف هكتار من الشعير?!
وهذا سيكون له نتائج سلبية كبيرة على الشق الحيواني من العملية الزراعية, فالشعير من هذه الناحية لا يقل أهمية عن المحاصيل الاستراتيجية.
وفي ظل ذلك نعتقد أنه يحق لنا أن نسأل وزارة الزراعة وبإلحاح: لماذا هي لم تجهز خطة هذا الموسم من الشعير, فليس هناك أي عذر, وكان يجب عليها أن تؤمن الكمية اللازمة من البذار لزراعة كامل المساحة, فهو أي الشعر, لا خوف عليه. فإذا رفض استلامه فإنه يتحول إلى مادة علفية, وهذا جيد أو إنه يتحول إلى بيرة, وهذا ممتاز, فمم الخوف إذن يا أصحاب الخطط الرشيدة!!
بعد ذلك, فلا بد من الاستماع إلى أصحاب الحل والربط...ماذا لديهم بشأن ما تقدم? وما هي الحلول?
رئيس اتحاد فلاحي حماه قال:
لدى فحص عينات من بذار القمح المسلم من قبل مؤسسة البذار تبين وجود نفس الإصابة التي سميت أثناء موسم تسويق الحبوب بالتعفن, ولدى مناقشة الوضع مع السيد مدير مؤسسة البذار أفاد بأن البذار تم توزيعه بعد اختباره وفق المعايير الفنية والصحية, وخاصة الإنبات, حيث ثبت أن هذه الظاهرة لا تؤثر على حيوية البذار!! علماً أنه تم رفض الأقماح من قبل المؤسسة أثناء التسويق بسبب هذه الظاهر, وهذا العجب العجاب, لذلك اقترح ضرورة معالجة هذه الأمور حتى لا يتم التعرض لنفس الإشكالات, خاصة وإن البذور المصابة سيكون محصولها أكثر عرضة للإصابة وبالتالي سيتدنى الإنتاج بسبب وجود نسب إصابة تزيد عن 10% في البذور المسلمة, علماً أن نسبة 5% تتطلب الحجر!!
السيد مدير إكثار البذار بحماه قال: توجد في البذار الموزع من قبل المؤسسة حبوب ملونة, وسببها فطر الالتناريا الذي تظهر أعراضه في حال تعرض محصول القمح إلى نسبة رطوبة عالية في مراحل النضج المختلفة, وقد تمت عملية الإنبات للبذار لاختبار حيويتها فكانت نسبة الإنبات 90% فما فوق!!
السيد مدير زراعة حماه قال: تم إجراء اختبارات وتحاليل على بذور القمح في مركز البحوث الزراعية بحلب حيث بينت النتائج وجود إصابة مرتفعة بالفطر المذكور وقد تم رفع النتائج إلى الوزارة لوضع الحلول المناسبة.
السيد نقيب المهندسين الزراعيين بحماه قال: لا توجد فطور سامة في الأقماح, وتعليمات الشراء من مؤسسة الحبوب أدت إلى خفض أسعار الشراء إلى 516 ق.س للكغ, ما ألحق خسارة كبيرة بالفلاح وكانت فرصة ذهبية للتجار.
السيد مدير مؤسسة الحبوب في حماه قال: الظاهرة تكررت في موسمي 2006-2007 وسببها الأساسي الرطوبة لذلك اقترح إدخال هذه الظاهرة بجدول المقاييس الرسمية وبحقل خاص وبدون حسميات.
واللجنة تقول إنها بعد المناقشة قررت:
- رفع مذكرة للجنة الزراعية المركزية تتضمن الوضع الراهن مع اقتراح:
1- ضرورة دراسة هذه الظاهرة والعمل على إيجاد الوسائل اللازمة لمنع ظهورها.
2- ضرورة شراء كامل القمح وبالسعر الرسمي كما في السنوات السابقة وذلك لعدم مسؤولية المزارعين عن الإصابة وكون مادة القمح المادة الأساسية في أركان الأمن الغذائي.
3- ضرورة تأمين بذار الشعير اللازم في ضوء الاحتياج المقرر للخطة الإنتاجية الزراعية لموسم 2007-.2008