|
في تعريف.. الجوع ومضة يسألونني أحياناً: بم يشعر رجل لم يكن طفلاً في يوم من الأيام? فأجبت: بالجوع. لهذا أحب الذكريات . هكذا هو الفقر يجعلك تشعر بأنك بالغ وأنت طفل.. وحده الأدب يمكن أن يعطي المعنى الحقيقي للأشياء أو المعنى المخفي وراء إحساسنا. وإلا كيف تكتسب الأشياء أبعادها.. فيبدو الأمر أننا نعرف أشياء لطالما عرفناها لم نكن نعرف اسماً لها. والجوع هو إحدى الدهشات المولعة, بتحريض كل ملكات التذوق التي لدينا لاكتشاف طعم الحياة. كل منا له وقته الذي يجوع فيه و كل منا يأكل الحياة بدرجة نهم مختلفة. بعضنا يفضل الالتفات إلى نكهات الماضي كبودلير الذي صاح يوماً (إني آكل ذكريات)?! وبعضنا يقيس جوعه يوماً بيوم. لعل الروائية البلجيكية آميلي نوتومب. هي أكثر أدباء العالم التفاتاً لحقيقة دافع الجوع لهذا ألفت كتاباً مثيراً حوله أسمته:(بيوغرافيا الجوع) وفيه عرفت بنفسها:(الجوع هوانا). يفترض أنه لدى كل الأدباء ميزة الجوع,كلما كان المبدع أكثر جوعاً, كلما جاءت نتاجه أكثر روعة وحقيقية... أي يشبه صرخة جائع لا يشبعه شيء. لهذا أقنعني الفلاسفة دائماً بأن كل إنسان هو في الواقع فريد وغير قابل للاستبدال لا يمكن أن يوجد. (أنا) آخر, يجوع ويأكل بذات الشهية. وبنفس الأسلوب.. فلا يزعم أحد أن كل البشر قادرون على الجوع linahawyane@yahoo.com ">والأكل?!! linahawyane@yahoo.com
|