|
كتف حنون وعالم مجنون ! آراء ( كنت كلما أردت أن أبكي ... أنتظر السماء حتى تمطر لكي لايراني الناس .. أبكي ... إلى أن وجدت أخيراً كتفاً حنوناً .. أبكي عليه وعندها .. فقط علمت أن الحياة .. تستحق أن تعاش ) !
كلما تذكرت كلماته تلك ... و تأملت.. ملياً في ذلك الدفء ... ... دفء الارتباط بين قلبين ... حب ... وأمان ... وكتف حنون... وعائلة سعيدة ... أدركت .. كم يحتاج كل منا إلى هذا الدفء ..والذي يتوق إليه كل إنسان .. خاصة في هذه الأيام ... حيث كل شيء من حولنا حزين .. وكئيب ...ومظلم .. وحيث أثر الحروب والنزاعات ... يثقل على الأسرة العربية ... وحيث إن أخبار الموت والدمار .. تخيم على الأجواء ...السياسية والاقتصادية والإجتماعية والنفسية ... وحيث أخبار الظلم لأطفال أبرياء .. ولشباب يقتلون وهم في عمر الزهور ... تثقل آذاننا مع كل صباح... وتقض مضجعنا .. مع كل مساء .. ولكن ... وفي مثل هذه الأجواء المقيتة التي يعيشها الإنسان ... وفي ظل ظروف نفسية .. واقتصادية صعبة .. كان على البيت ( منطقياً ) أن يكون المكان الوحيد .. الذي يشعر فيه الإنسان بالسعادة والراحة .. كان على البيت وفي هذا الوقت بالذات أن يكون ملاذاً .. وحصناُ يشعر فيه كل فرد بالراحة والدفء... والأمان وأن يشعر بالعطف .. والحنان .. الذي يفتقده .. والذي يريحه من عناء نهار طويل. ولكن في هذا الوقت بالذات .. نجد أن صورة العائلة ... أصبحت صورة مأساوية هي الأخرى حقيقة .. يدهشني ويؤلمني في آن واحد .. حين أسمع عن قصة حب... جمعت بين قلبين ... تنتهي هكذا .. وبمنتهى البساطة .. وحين أرى حباً كبيراً جمع زوجين في رباط واحد .. يتبخر هكذا وكأنه يوماً .. لم يكن ! يدهشني ويؤلمني جداًً .. حين أسمع أن زواجاً .. قد انتهى ...وتبخرت الأحلام ...! نعم يحزنني ويدهشني ... كيف يمكن لشخصين أحسا يوماً بمشاعر جميلة .. وبعواطف جياشة .. حين كانا يلتقيان ... أن ينقلبا فجأة إلى .. عدوّين ...! كيف لم يستطيعا المحافظة على هذا الدفء الذي يسعى ويتوق إليه الملايين ? كيف لم يتعبا .. ولم يبذلا الجهود.. ويستميتا ... للدفاع عن هذا الحب ?? وأتساءل .. هل هو استهتار ...بأثمن ما يملك الإنسان ... وهو القلب .. ? أم هو انسحاب ... وجبن ضعيف أمام أول جدار .. وأمام أول أزمة.. وأول ريح ? أم أن الأمر كله لا يستحق التضحية.. ولا يستحق التنازل عن الأنا والذات ? أهو اختيار خاطىء في الأساس ? أم هو جهل ... بمعاني الارتباط .. والزواج .. وأهدافه ... ومسؤولياته?وكذلك ... بركاته ... مهما كان الجواب ... إلا أن الأمر كله ( غريب )... مع أنه يبدو أمراً عادياً ... وشائعًا... ومألوفاًً . ولكن يبقى ... بعيداً عن المنطق.. فأنا أستغرب حقيقة .. كيف يمضي الإنسان عشرات السنين في بداية حياته ... وهو يقوم بدراسة كتب الهندسة أو الطب....أو أي كتاب اختصاص ...يختاره .. ليبني أساسات عمله المستقبلي والمنشود ... بينما لا يفكر بقراءة كتاب واحد ... يعلمه بشكل راق ومدروس أسس الزواج الناجح ...واختيار الشريك ... أو طرق فهم الشريك ... أو لا يقرأ كتبا متخصصة في تربية الأولاد... و غيرها... من التي يحتاج إليها في مسيرة حياته العائلية ? ويدهشني حقيقة ... كيف يتعب الزوجان ... ويبذلان الجهد والمال في تأسيس البيت ويحرصان على أن يكون كل شيء وقطعة من الأثاث متناسقاً مع الآخر .. فيدرسان بعناية لون المفروشات ...ليكون منسجما مع لون الستائر .. والسجاجيد .. بينما لا يحرصان على استخدام كلماتهم ..... وعباراتهم اليومية ... وبما ينسجم مع طبيعة الحب الذي يحملانه في قلبيهما ...ومع طبيعة المودة المفروض وجودها بين زوجين ! وترى أن الزوجين في بداية حياتهما ...يحرصان كل الحرص ... على أن يكون لكل قطعة من الأثاث .. مكانها المدروس بعناية ... فهذا مكان التلفزيون .. وهناك مكان الكومبيوتر ... وهنا مكان البراد ولكن لا يدرسان بشكل مسبق مكانة كل منهما ودوره في حياة الآخر ... ولا يحرصان أن يكون للحب .. مكان وللاحترام ..مكان وللأهل.. مكان وللعمل ... مكان تختلط الأمور ... وتتداخل الأدوار .... ويدخل القلب أمور وأمور ... وتدخل قاموس الزوجين عبارات ومفردات جديدة ... يعتادا عليها بديلا من عبارات الحب .... وتتحول القلوب ... وتبرد المشاعر ... ويتساءل الزوجان ... عن السبب ? ولا يدركان أنها .. أسباب وأسباب ..!. ويبدأ .. اللوم ... و العتاب ويبدأ ... تراشق الاتهامات .. ويتحول البيت الى قطعة من جحيم ...! هي صورة ...للزواج مظلمة ... يحاول الإعلام للأسف تكريسها .. إما كوميدياً... وإما تراجيدياً ويبقى سر البيت السعيد ...( لغزًا ) ... يعتبره الكثيرون ... عصياً على الحل.... متناسين...... عن جهل .. أو عن قصد أن كل ما نستهتر به ... سنخسره ...لابد ..!
|