والهدف من ذلك هو تخليق جسيمات دقيقة مغناطيسية يمكن إعادة ترتيبها داخل الجسم لتوزيع الدواء أو المساعدة في تصوير الأورام
إن الخيط المشترك في كل تلك المشروعات هو تكنولوجيا النانو.
ويقول رودولف جوليانو العضو في مركز لاينبرجر لأبحاث السرطان في جامعة نورث كارولينا أعتقد أننا أصبحنا قريبين أكثر مما كان يعتقد الناس منذ عامين. فعلا لقد أصبحنا قريبين جدا.
ويقول جو دي سيمون الذي يحمل درجة الأستاذية في جامعة نورث كارولينا إنه يأمل في أن يبدأ في تجارب استخدام تكنولوجياته في توصيل الدواء إلى خلايا معينة خلال 14 شهرا.
أما البروفيسور أوتو زهو أستاذ الأدوات العلمية في المركز الطبي في الولايات المتحدة الأمريكية والذي يعمل في إعداد أنابيب الكربون الدقيقة فيقول إنه يعتقد أن الشركة التي شارك في تأسيسها سوف تنتج آلات مذهلة جديدة للبشر في أقل من عامين والتي سوف يكون لديها القدرة على أن تحل محل أشعة اكس التقليدية.
إن المنتجات التي يسعى زهو و دي سيمون والعلماء الآخرون إلى إنتاجها أصبحت قريبة الظهور في الأسواق, لأن هناك اتحاداً أنشئ منذ ثلاثة أعوام بواسطة المعهد الوطني للسرطان.
ومن أجل استغلال تكنولوجيا النانو الدقيقة في أبحاث السرطان جمع المعهد علماء الجامعات والشركات الخاصة من جميع أنحاء الدولة. بالإضافة إلى انضمام ثمانية مراكز متخصصة في تكنولوجيا النانو إلى الاتحاد بما فيها مركز لاينبرجر مع وعدهم بتقديم نفقات قدرها 144 مليون دولار خلال خمس سنوات.
المعهد الوطني للسرطان أعلن عما ينويه من أجل هدف طموح وهو: أنه يريد أن يقضى على المعاناة والوفاة الناتجة عن مرض السرطان بحلول عام 2015.
ويعتقد علماء المعهد أن وسيلة تحقيق هذا الهدف هو تكنولوجيا النانو .وتقول آنا باركر نائب مدير المعهد لقد قابلنا الكثير من العقبات من أجل تطوير عقارات جديدة وأدوية جديدة لعلاج مرض السرطان والتي يمكن التغلب عليها باستخدام تكنولوجيا النانو الموجودة حاليا. حيث إن تكنولوجيا النانو هي تكنولوجيا واعدة بشكل كبير .
وتضيف ان هذا الأمل الكبير ينشأ من الطبيعة الفريدة لجسيمات النانو. ومن أجل توضيح المعنى فإن النانومتر هو جزء من مليون من المتر. ويقوم الباحثون الذين يعملون في مجال جسيمات النانو الدقيقة بالتحكم في حجم المادة في شكل جزيئات أو ذرات. وبالنسبة لهذا الحجم فإن الخلية تعد أكبر منه, إنه شيء دقيق يمكن توجيهه وفي حالة الخلية السرطانية يمكن تحطيمه . كما يقول علم الفيزياء أيضا ان الجسيمات في مثل هذا الحجم تعمل بشكل مختلف تماما عن الجسيمات الأكبر منها.
وتقول باركر إن ما أتوقعه هو أن الصناعة الدوائية سوف تتجه سريعا إلى تكنولوجيا النانو وتبدأ ببيع الشركات الصغيرة. ولأن العلم يتقدم سريعا فإنني أعتقد أن صناعة الدواء سوف تتحرك سريعا أيضا. حيث خلال خمس سنوات ستكون الشركات الكبرى فقط هي الموجودة في السباق .