|
اللصوص يندمون أبجد هوز حتى إن أحد أصدقائي الصحفيين أبدى ضجره من قراءة الأخبار التي تتحدث عن صرف بعض العاملين المرتشين من الخدمة, والحجز على الأموال المنقولة وغير المنقولة للمرتشين الكبار, وهي تبلغ الملايين المملينة فاقترح على أهل الرقابة والمحاسبة إهمال المبالغ التي يسرقها هؤلاء إذا كانت تقل عن خمسين مليون ليرة سورية, ومساءلة من يسرق أكثر من خمسين مليون, وزقه في السجن إذا لزم الأمر! إنك تستطيع أن تتخيل الآن- مستفيداً من طريقة صديقي المرحة - مجموعة من المرتشين المختلسين, وهم يسهرون في فيلا أحدهم. وبعد أن تدور الويسكي السوداء ( البلاك ) في الرؤوس, يلقي أحدهم دعابة في الوسط, إذ يقول للآخرين: - ياشباب. سمعت لكم سمعة أنا واثق أن شعر رؤوسكم سيشرئب مثل ريش القنفذ حينما ألقيها على مسامعكم. فتلفت عيون الحاضرين كلها باتجاهه, ويسألونه: - قل بسرعة, ماذا سمعت? فيقول: صديقنا فلان ( يذكر لهم اسم حرامي موجود بينهم ), كان دنيئاً إلى درجة أنه سرق قبل يومين عشرة آلاف ليرة سورية فقط! فيهبون جميعاً إلى لوم ( فلان ) وتوبيخه وتقريعه, بل إن أحدهم يلكزه في صدغه, ويقول له: - عيب عليك يافلان! بهدلتنا وسودت وجهنا الله يسود وجهك. وصلت مواصيلك إلى سرقة مبلغ يعادل راتب موظف جامعي في بداية تعيينه ?! ويقول ثان: يا شباب, القضية هزلت, وأنا لولا الحيا لأقلعت عن هذه المصلحة نهائياً! ويقول ثالث: أي نعم, هذه ,مسخرة المساخر. اسمع أخي, رجاء, بعد هذه المرة لا داعي لأن تسهر معنا. تريد أن نكون مشبوهين كرمى لك? ويقول رابع: طولوا بالكم شباب, أخونا ( فلان ) غلط, وما من أحد معصوم عن الخطأ غير الأنبياء. ثم يأخذون منه عهداً بألا يعود إلى مثل هذه الدناءة في المستقبل. وكنوع من التشجيع ترتفع كؤوسهم ويشربون بصحته ! merdas@scs-net.org
|