و جعلته حجر الزاوية في سياستها الخارجية بتكثيف التهديدات المشتركة مع اسرائيل ضد ايران يأتي التقرير الذي نشرته اجهزة الاستخبارات الامريكية (16جهازا) اول امس حول ان ايران اوقفت برنامجها النووي منذ عام 2003 و ان هذا البرنامج لايزال مجمدا و ان انتاج اليورانيوم المخصب هو لاغراض مدنية. اثار التقرير ردود فعل واسعة جاء اولها من اسرائيل التي اكدت انها تعتمد على السيناريو الاسوأ في الملف الايراني و تتمسك بأن ايران يمكنها الوصول الى سلاح نووي في نهاية 2009 خلافا للتقرير الاستخباراتي الامريكي و بهذا الصدد قال وزير الحرب الاسرائيل ايهود باراك ان اسرائيل تعتقد ان ايران تواصل برنامجها للاسلحة النووية بينما قال رئىس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك انه سيواصل جهوده مع واشنطن لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي حسب تعبيره.
و فيما رحبت ايران بالتقرير و اعتبرته اعترافا امريكيا بالطابع السلمي لبرنامجها النووي و انها تتطلع الى اعادته من مجلس الامن الى وكالة الطاقة الذرية التي ادركت سلمية برنامج ايران بينما اعلنت طهران مرارا ان قلقهاالنووي انتهى و ان من حقها امتلاك التقنية النووية السلمية لدعم اقتصادها .
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية امس إن تقرير المخابرات الأميركية الجديد الذي يقول إن إيران جمدت برامجها النووية عام ,2003 من شأنه أن لا يقوض خطاب الإدارة الأميركية التحذيري بشأن طموحات طهران النووية وحسب, بل يعيق جهود بوش الرامية لفرض مزيد من العقوبات على إيران .
كما أن هذا التقرير -بحسب الصحيفة- ربما يقصي احتمال الضربة العسكرية الاستباقية التي يمكن توجيهها لإيران عن طاولة النقاش قبل انتهاء ولاية بوش الرئاسية.
وتتابع واشنطن بوست قائلة إن الملف الإيراني كان من المتوقع أن يهيمن على السياسة الخارجية في السنة المتبقية لولاية بوش, وكذلك على الحملات الانتخابية التي يقوم بها المرشحون الذين سيخلفونه, ولكن الآن يتعين على القادة في الداخل والخارج إعادة النظر فيما كانوا يرونه حيال نوايا وقدرات إيران النووية فيما اعتبرته الصحيفة صفعة لسياسة بوش.
فالمنتقدون اغتنموا هذه الفرصة للإنحاء باللائمة -كما يقول المرشح الديمقراطي للرئاسة جون إدواردز- على اندفاع بوش وديك تشني نحو الحرب مع إيران.
أما البيت الأبيض فاعتبر التقرير تأكيدا على قلقه, لأنه توصل إلى أن إيران كانت تمتلك برنامجا نوويا إلى أن توقف عام ,2003 ولأنه أظهر أن الضغوط الدبلوماسية بقيادة أميركا نجحت في إرغام طهران على هذا التوقف, ونسبت الصحيفة إلى مستشار الأمن القومي ستيفن هيدلي قوله عموما التقرير يؤكد أن قلقنا كان في محله .
وتعليقا على تداعيات التقرير على الدعوة الأميركية لفرض مزيد من العقوبات على طهران, نقلت الصحيفة عن الباحث في مركز إنتربرايز الأميركي مايكل روبن قوله التقرير بكل تأكيد سيجعل الدبلوماسية أكثر صعوبة مضيفا أنه يعطي برلين وبكين وموسكو الحجة كي لا توافق على جولة ثالثة من العقوبات .
من جانبه قال مسؤول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية اشترط عدم الكشف عن هويته, إن هذا التقرير يعد تأكيدا على موقف الوكالة الدائم, الذي يقضي بأنه لا يوجد دليل على برنامج إيران النووي, كما أنه يقر بتقييمات مدير الوكالة محمد البرادعي الذي دأب على نفي وجود أي خطر قادم من إيران, وأن ثمة وقتا كافيا للمفاوضات.
ولكن التقرير -وفقا لبعض المحللين- يشتمل على لغة قد تستدل بها الإدارة الأميركية على تحقيقها النجاح في هذا الصدد, إذ قال أحد منتقدي حرب العراق المسؤول السابق في وكالة المخابرات الأميركية (سي آي أيه) بول بيلار, إن التقرير مروع, ولكنه أشار إلى أن الإدارة قد تزعم بأن إيران أوقفت برنامجها إبان ولايتها وهذا نجاح بحد ذاته .
حتى المرشحين للرئاسة الأميركية استخدموا هذا التقرير في حملاتهم الانتخابية, فوجه المرشح باراك أوباما انتقادا لمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون التي تدعم الإدارة في الملف الإيراني قائلا, إن على أعضاء الكونغرس أن يتوخوا الحذر لدى قراءتهم التقارير المخابراتية, قبل منح الرئيس التبرير لاستخدام القوة , في إشارة إلى هيلاري التي اطلعت على تقرير مخابراتي قبل الحرب على العراق ولكنها لم تقرأه بالكامل.
والبعض ممن وصفتهم الصحيفة بالمعتدلين في واشنطن, أعربوا عن قلقهم من أن تتم المغالاة في ترجمة نتائج التقرير ليصب في اتجاه معين, ونقلت الصحيفة عن الجمهوري براد شيرمان رئيس لجنة ثانوية غير ربحية في لجنة الشؤون الخارجية قوله, إن الدرس الحقيقي الذي يمكن استخلاصه من هذا التقرير هو إعادة ضبط السياسة الأميركية, واللجوء إلى النفوذ الدبلوماسي والاقتصادي, إنه تأكيد على الطريق الوسط بين أن نغط في النوم وأن نسلك طريق القصف الفوري .
واعتبرت بريطانيا أن ممارسة ضغوط متزايدة على إيران ما زالت إستراتيجية صالحة بعد صدور ذلك التقرير الامريكي.
وفي هذا الإطار جددت الصين التأكيد على عدم تغير موقفها من النووي الإيراني مذكرة بأنه يرتكز على البحث عن حل من خلال الحوار وتأمل .
أما ألمانيا فرأت أن التقرير يؤكد صحة إستراتيجية التفاوض والضغط التي تتبعها الأسرة الدولية مع إيران.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في بيان إن المقاربة المزدوجة التي اختارتها الأسرة الدولية التي تقضي في الوقت نفسه بتقديم تشجيع واتخاذ إجراءات في مجلس الأمن الدولي, جيدة .
وعلى الصعيد الداخلي دعت المعارضة الديمقراطية للرئيس الأميركي جورج بوش إلى اتباع سياسة جديدة ويقظة دبلوماسية حيال إيران
ال ذلك دعت المعارضة الديمقراطية للرئيس بوش لاتخاذ سياسة جديدة ونقلة دبلوماسية تجاه ايران استنادا الى التقرير الجديد لاجهزة الاستخبارات الاميركية عن ايران .
ونقلت ا ف ب عن رئيسة مجلس النواب الامركي نانسي بيلوسي قولها.. ان التقرير الجديد للاستخبارات يوءكد ان الوقت قد حان للبدء بسياسة جديدة حيال ايران مع تحسين العلاقات عموما .
وفي فيينا أكد محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس ان التقرير الاخير للمخابرات الاميركية عن ملف ايران النووي يجب ان يساعد في حل الازمة الراهنة حول ملفها النووي.
وفي موسكو اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس ان البرنامج النووي الايراني يجب ان يكون شفافا وخاضعا لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية حسب ماذكرت وكالة انترفاكس للانباء.