تتكثف الاتصالات والمشاورات من جديد من أجل البحث عن اتفاق يجسد شراكة سياسية في مشاركة حكومة الوحدة الوطنية القادمة واعادة تكوين السلطة ووسط اتساع مساحة التفاؤل في ايجاد الحلول التوافقية وصل الى بيروت أمس وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير للمرة السابعة لبحث أزمة الرئاسة مع الفرقاء اللبنانيين.
وقد بحث نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني مع كوشنير في الجهود المبذولة لانجاز الاستحقاق الرئاسي.
كما بحث الجانبان تطورات الاوضاع على الساحة اللبنانية والعلاقات الفرنسية اللبنانية.
وبحث بري ايضا مع بان كي مون الامين العام للامم المتحدة هاتفيا تطورات الوضع في لبنان والاتصالات الجارية لانجاز الاستحقاق.
كما بحث بري الموضوع ذاته في اتصال هاتفي تلقاه من السفير السعودي لدى لبنان عبد العزيز خوجة.
في هذه الأثناء قالت مصادر مقربة من بري إن هناك تقدماً ملموساً وسريعاً على صعيد حلحلة العقد متوقعة أن ينجز الانتخاب وتشكيل الحكومة المقبلة قبل منتصف الشهر الجاري.
وفي هذا الصدد قال النائب السابق فريد الخازن بعد لقائه بري أمس إن التفاهم السياسي بين الأطراف اللبنانية على طريق الحل وأنه لايوجد مشكلة في مسألة تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان لمنصب الرئاسة حيث هناك مخارج قانونية عديدة وهي مجربة سابقاً في حال كان هناك توافق واجماع كامل حول انتخاب الرئيس الجديد لما تقتضيه مصلحة لبنان.
بدوره أكد رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا أن التوافق على رئيس للجمهوية وقيام حكومة وحدة وطنية تحقق الشراكة والقرار الوطني هو المدخل لتصحيح الأوضاع وعودة الاستقرار السياسي الى لبنان مشيراً الى أن مهام حكومة الوحدة الجديدة ستكون رفض التعديل والارتهان للأجنبي ورفض جميع القرارات التي اتخذها فريق السلطة الحاكم.
من جهته أكد الشيخ عبد الأمير قبلان نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان انه لايمكن للبنان أن يصل الى شاطئ الأمان إلا إذا تعاون الفرقاء معاً على انجاز الاستحقاق الرئاسي داعياً كافة اللبنانيين الى التعاطي بحكمة ومسؤولية مع استحقاقات المرحلة المقبلة من خلال الحوار والتشاور لما فيه مصلحة بلدهم.
وأكد الوزير السابق وئام وهاب بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق عمر كرامي ضرورة تحقيق التوافق والاتفاق حول كل الأمور في لبنان وفي مقدمتها الشراكة الحقيقية وحكومة الوحدة الوطنية واعادة تكوين السلطة في لبنان.
من جانبه أكد تكتل التغيير والاصلاح والتيار الوطني الحر ضرورة التوصل لحل شامل للأزمة في لبنان ورأى أن أزمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان تعدت مرحلة الأشخاص وأصبحت تتعلق بمنهجية الحكم ومنطق الشراكة وبحسن تنفيذ اتفاق الطائف والالتزام بأحكام الدستور والتقيد بالصيغة والميثاق.
ووصف بيان صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس التكتل النائب اللبناني ميشال عون المطالب التي وردت في مبادرة النائب عون الأخيرة بأنها تحقق بعض التوازن والمشاركة للمعارضة الوطنية في السلطة داعياً فريق السلطة إلى الموافقة على هذه المطالب كي تتحول الى نهج حكم تلتزمه جميع المؤسسات الدستورية في لبنان قبل أي تعديل دستوري وقبل إجراء الانتخابات الرئاسية ورأى أن الأمر لايستهدف رئيس الجمهورية المقبل بل رافعة له.