واليوم تحتفل ألمانيا بهذه المناسبة بمشاركة العديد من الزعماء الاوروبيين ومنهم وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون و الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذين شاركوا الآلاف من الألمان أمام بوابة براندنبيرغ التي تعتبر رمزا لاعادة توحيد ألمانيا عام 1990.
وقد تقدمت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، التي ترعرعت في الجزء الشيوعي السابق من المانيا، والتي كانت تعرف بجمهورية المانيا الديموقراطية، جموع الحاضرين .
وقد حذرت ميركل من ان آثار تقسيم المانيا الى شرقية وغربية ما زالت شاخصة وقائمة بين الالمان.
وقالت ميركل، في تصريحات للاعلام الالماني قبل الاحتفالات، ان عملية توحيد المانيا ما زالت غير مكتملة، وان الجزء الشرقي ما زال يحاول اللحاق اقتصاديا بالجزء الغربي الغني من المانيا.
ونقلت ا ف ب عن ميركل قولها في تصريح لقناة ايه ار دي العامة انه ينبغي معالجة هذا الامر من أجل الوصول إلى مستويات معيشة متساوية بين شرق البلاد وغربها مشيرة في هذا الاطار الى أن مستويات البطالة في مناطق جمهورية المانيا الشرقية سابقا كانت منذ اعادة توحيد البلاد ولا تزال ضعف تلك المسجلة في مناطق المانيا الغربية.
وكانت ميركل قد صرحت ان سقوط الجدار كان اسعد يوم في تاريخ ألمانيا الحديث ويذكر ان الجدار الذي اقامه الاتحاد السوفييتي في ألمانيا الشرقية يبلغ طوله 2155 كم ويعزل الجزء الغربي من برلين .
وقد افتتحت المعابر بشكل مفاجئ في 9 تشرين الثاني عام 1989 عقب احتجاجات استمرت عدة اسابيع ووسط انقسامات في الرأي حول تأثير سقوط جدار برلين على الساحة الدولية.
وأكدت ميركل التي عاشت في ألمانيا الشرقية ودخلت المسرح السياسي عند سقوط جدار برلين أن ضريبة التضامن التي يدفعها مواطنو المانيا الشرقية والمانيا الغربية لتمويل اعادة توحيد البلاد لا تزال ضرورية.
وقد دعت ميركل الولايات المتحدة امس إلى التخلي عن صلاحياتها لمصلحة منظمات دولية وذلك من اجل اقامة نظام عالمي قادر على مواجهة التحديات الراهنة.
من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي السابق هوبير فيدرين إن إرث 1989 أدي إلى غطرسة غربية تمثلت في شن الحروب على العراق وأفغانستان و التطرف .
ونسبت الصحيفة إلى الباحث لدى المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية دومنيك مويزي القول إن هناك مؤشرات واضحة على التزاحم على القوة والنفوذ بين أمم وتكتلات أممية متعددة في العالم، مثل أوروبا والصين وروسيا والهند والبرازيل والولايات المتحدة وغيرها.
ومضى مويزي إلى أن الولايات المتحدة تشهد تراجعا نسبيا، مضيفا أنه لا يمكن فعل أي شيء دون وجود أميركا وفي المقابل فلا يمكن فعل أي شيء من جانب أميركا وحدها.
ومضت تعليقات أخرى إلى أنه بينما أدت الأحداث التي تلت 1989 إلى توسيع أوروبا، فإنها أدت في المقابل إلى تمييع الاتحاد الأوروبي بسبب تعدد الآراء واختلافها بشأن كثير من المسائل، وأن الانقسام باق في الذاكرة الجمعية الأوروبية بين أوروبا الغربية وأوروبا الشرقية.
وقال الكاتب البريطاني غارتون آش إن كثيرين في أوروبا الشرقية شهدوا معاناة كبيرة بعد 1989 إثر تحولهم المفاجئ والقاسي إلى الرأسمالية، مضيفا أن الأوروبيين الشرقيين يشعرون بأنهم تعرضوا للخديعة وحتي للخيانة، وأنهم باتوا يعيشون وسط أجواء نظريات المؤامرة بشأن الصفقات التي تجري على الطاولات المستديرة وما يدور من حولهم.