ويشتد معه اقتراب أصحابها نحو الهاوية والسقوط في شر ما صنعت ايديهم، ومع ذلك يكابر المتآمرون مع أنهم على يقين بأن خيوط مؤامرتهم قد تقطعت ومرامي أهدافهم فشلت، وعلى الباغي تدور الدوائر.
فمعالم الحل السياسي باتت واضحة وضوح الشمس في وضح النهار، كما اصبحت التسوية السياسية أمرا محتوماً بعد ان سقط خيار القوة المسلحة، والتدخل الأجنبي لم يعد ممكنا ولا تجنيد الآلاف من اتباع "القاعدة" والتكفيريين والمرتزقة وتجار الحروب بات يمكن الرهان عليه حتى التلاعب بالالفاظ او القفز فوق الوقائع الميدانية بصياغات بلاغية مرة باسم المرحلة الانتقالية ومرة باسم الانتقال السلمي للسلطة لم يعد ينفع.
تكاد الامور السرية التي يتم تداولها في الغرف المغلقة وما وراء الكواليس حول اقتراب العالم من عقد تسوية ما حول سورية تظهر الى العلن كلها مرة واحدة.. ولم يبق على هذا الحدث الذي سيهز عروشا ويهلك رؤساء وملوكا ويستخلف اخرين سوى اسابيع سيتحدد في نهايتها شكل هندسة العالم الجديد.
الداعون الى الحوار غير المشروط وبحضور الجميع دون استثناء احد، يقولون بأن المتأكد من شعبيته ومحبوبيته وخياره السياسي هو من ينبغي ان يقف بكل ما أوتي من قوة بوجه الهرج والمرج المنظم والممنهج، الذي يحرق الكتل الجماهيرية بكتل من النار والدمار، ويغرق البلاد بسيول من الطوفان، وبالتالي من يريد عسكرة الأزمة السورية انما يريد للشعب السوري ان يتحول الى مجرد حطب في معركة وصوله الى مبتغاه، وبالتالي إخراج المنظومة الجماهيرية من اللعبة، حتى يتيسر أمر وصوله إلى مخططه بأي ثمن كان، حتى لو كان على رافعة بنادق المرتزقة والقاعدة او مدافع الناتو.
من القراءة المتأنية لسياسات الدول في العصر الحديث، وخاصة الولايات المتحدة، فإنها لا تغيّر سياساتها فجأة.. لكنها تقوم بتغيير الاشخاص الذين ينفذون سياسات سابقة، وتضع أشخاصاً يخالفون من سبقهم في مواقع المسؤولية، ورويداً رويداً يتركون المسؤولين التنفيذيين ينعطفون باتجاه سياسات جديدة.
daryoussi@hotmail.com