بكل الاحوال فان الاجابة تختلف بين ليلة وضحاها وما كان بالامس صحيحا فقد لا يكون اليوم وما كان جيدا ربما يجب ان يكون الان احسن ونسعى الى الاحسن ورؤيتي ان الصحافة الثقافية في ورطة حقيقية لانها مرآة تعكس الحراك الثقافي والابداعي وهنا علينا ان نعترف ان هذا الحراك ليس بخير ابدا ولا مشهدنا الثقافي بخير وبالتالي فصحافتنا الثقافية كذلك لا سيما ان الكثيرين من العاملين فيها الان شبه اميين وكثيرون منهم لا يعرف من الثقافة شيئا يضاف الى ذلك انهم في عالم اخر بعيد عن الثقافة يغرفون سرقة من النت نسخ ولصق وتقديم ما يسمى مادة اعلامية ثقافية وهذا يوجهنا لاسيما ان كشف هذا المنحى سهل بفضل النت ايضا.
على كل حال الصحافة الثقافية ادت دورا جيدا في الكثير من المراحل وحاولت ان تنتقل من الاتباع بمعنى التغطية الصحفية العابرة دون تقديم أي رأي الى ان تكون فاعلة في الحدث الثقافي نقدا ورايا وحوارا لم تعد صدى لما يجري.
هللت للجيد والحقيقي واشارت الى ما يجب الاشارة اليه من ماخذ وسلبيات وهي حقيقة لا تملك الا الاشارة والتنويه كما الاعلام كله يشير الى الخطا وليس بيده عصا سحرية ليغير.
وشخصيا اعتز اني التقيت وحاورت معظم المبدعين في الوطن العربي وكان حصاد ذلك كتاب ورد الكلام بدءا من المرحوم فاخر عاقل مرورا برجاء النقاش ومحمد اركون ومحمد برادة وعبد الله عبد الدائم وهارون هاشم رشيد وسليمان العيسى وناظم الجعفري وعزيز شكري وحسام الخطيب ونجيب جمال الدين واخرون كثيرون وهذا يعني ان صحافتنا الثقافية تقوم على جهد شبه فردي لكن هذا لايعني استبعاد العمل الجماعي.
وقد استطعنا ان نستقطب عددا كبيرا من الكتاب هنا بدءا من فاخر عاقل مرورا بسليمان العيسى وخالد ابو خالد وحسام الخطيب وياسين رفاعية وغسان ونوس وكثيرون ايضا في الملحق الثقافي الذي توقف مؤقتا لاسباب خارجة عن ارادتنا ونامل عودته سريعا.
بكل الاحوال الرضا عن النفس قاتل لسنا الافضل ابدا نحاول ان نرسم مشهدا ثقافيا وان نكون فاعلين فيه حراكا او تساؤلا لكن للاسف انه اليباس والجمود حتى المعنيون بالمؤسسات الثقافية يظنون انه ماتوا الى حيث هم مكافاة لهم وان المؤسسات الثقافية لخدمتهم وهنا لا اعني احدا بعينه فالامر ينسحب من عشرات السنين على معظم مؤسساتنا
ولهذا فاننا في دائرة مفرغة ندور لا خروج منها الا بحراك ثقافي حقيقي ونقد حقيقي يغني ويثمر ولا يراه الاخر نقدا لشخصه.
الثقافة خشبة الخلاص الحقيقي وفي هذه الازمة ظهر كم نحن مقصرون كم نحن يابسون ومع ذلك نحاول ان نعمل وان يبقى الحرف الاخضر نديا معطرا بلون الوطن وابداعه ونتمنى ان نوفق وعلينا فعل الكثير الكثير ومع ذلك اقو ل لان الصحافة بدات ثقافية وستعود ثقافية وكم نحن محتاجون الى عشرات الصحف والمطبوعات للنشر وحقيقة فسحة النشر لدينا لا تفي ولا تليق بمكانة الابداع السوري ومن المحال ان تسد ثلاث صفحات بما نطمح اليه من عمل وعلى الجهات المعنية ان تعمل على اصدار العديد من المطبوعات وان تستقطب الاصوات الابداعية الحقيقية.
d hasan09@gmail.com