تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الشَّهيدُ

الملحق الثقافي
5-3-2013م
فوزي الشنيور :ذاكَ الصَّباحُ الدَّافِقُ الْمَشْهُودُ

سُحُبٌ وَضوءٌ وَارِفٌ مَمْدودُ‏

وَمَواكِبٌ للْورْدِ عَمَّ عَبيرُهَا‏

فيْ كلِّ أَرْضٍ فالْشَّهيدُ ورُودُ‏

رَحَلُ الْوَفيُّ فكلُّ شَيْءٍ عَابقٌ‏

بدِمائهِ، مُتفرِّعٌ، مولودُ‏

مَشَتِ الْجُمُوعُ لهُ كَأنَّ قلوبهَا‏

قلبٌ توحَّدَ وَالْجُسومُ حُشودُ‏

هرَعَتْ له ُمِنْ كلِّ نَاحِيةٍ‏

فضاقتْ بِالدُّرُوبِ أماكِنٌ وَحدُودُ‏

هَدَرَتْ فشَكَّلَتِ الْبحارُ هَديرَها‏

سَعْيا ًإِليهِ وللْبحارُ نَشِيدُ‏

حَمَلتهُ فَافتخَرتْ بهِ وَلَطَالَمَا‏

فَخِرتْ وَتفخرُ بِالأُسُودِ أسُودُ‏

فرِحَتْ بهِ يا للجَنازةِ أنهَا‏

عرْسٌ فغنى للعَرِيْس ِوُجودُ‏

••‏

يا أَيُّها الْمُقدَامُ أَنكَ لمْ تغبْ‏

أَبدَاً وَلمْ يَحْجُبْ سَناكَ رُقودُ‏

لا لَمْ تمُتْ مَا ماتَ منْ يَبقى لهُ‏

عَبقٌ عَلَى مَرِّ السِّنِينِ حَميدُ‏

أنتَ الْبُحُورُ وبِالْبُحُورِ تَفَاخَرَتْ‏

كَفُّ الْعطَاءةِ والندى والْجُودُ‏

أنتَ الْفرِيْدُ شَجَاعةٌ فَتَشَامَخَتْ‏

وَتأَلَّقتْ بِكَ أُمَّةٌ وجُنودُ‏

خَضَعَ الْمُحَالُ إِليكَ كَالْمَلِكِ الذِيْ‏

خَضَعَتْ لَهُ بَعْدَ الْعَبِيدِ عَبيْدُ‏

وَتَيَقَّظتْ فِيكَ الْحُقولُ فَلا‏

حُقولُ إِذا تَقَطَّعَ للْجِهادِ وَريدُ‏

وَتَعَلَّمَتْ مِنْكَ الصُّقُورةُ كَيْفَ‏

تُصْهرُ بِالنِّضالِ سَلاسِلٌ وقيُودُ‏

وَتَكَوَّنتْ بكَ للشُّمُوسِ مَوَاسِمُ‏

لا تَنْتَهِيْ، بَلْ تزْدَهِيْ وتَزِيدُ‏

••‏

حَامِيْ الْعَرِينِ فَفِيْ دِمَائكَ حِنْطةٌ‏

وَسحَائِبٌ وعَرَائِشٌ وحَدِيْدُ‏

حَلَّقْتَ كَالنَّسْرِ الَّذيْ غَلَبَ الرِّياحَ‏

وَمنْ غَدَا كَالنسْرِ فَهْوَ شَديْدُ‏

مَزَّقْتَ أَشْرِعَةَ الظَّلامِ فلا‏

غرَابةَ أنْ تُمَزَّقَ بِالْحَدَائقِ بِيدُ‏

قَاوَمْتَ فَانْبَجَسَ الرَّحِيْقُ جَدَاولَ‏

دفَّاقةً وَمِنَ الرَّحِيقِ فَرِيدُ‏

وَوَهَبْتَ حَتَّى كَانَ مِنْ عَبَقِ السَّنَابِلِ‏

بَيْدرٌ ومِنَ الزُّرُوعِ حَصِيدُ‏

وَهَطَلْتَ فيْ كُلِّ الْفُصُولِ فَأَوْرَقَتْ‏

هُضُبٌ – تَصَحَّرَ تَرْبُهَا - وَجُرُودُ‏

وَحَرَسْتَ كالضَّرْغَامِ يَحْرُسُ أَرْضَهُ‏

وَحَمَيْتَهَا كيْ لا تَضِيعَ حُدُودُ‏

وَنَسَجْتَ للْوَطَنِ الأبيِّ وللثرَى‏

مَا يَشْتَهِيْ مِنْ سُؤْدَدٍ ويريْدُ‏

لَو لَمْ تَكُنْ مَا أُتْمِمَتْ للْفَجْرِ‏

آخرُ صَفْحةٍ أوْ للْغُيومِ وعُودُ‏

••‏

ابنَ الْغيُومِ لسَوفَ تَعْقبُ أُمَّة‏

أُمَمٌ وأَنتَ منَ الْقلُوبِ نجودُ‏

ولَسَوفَ تَبْقى نَيراً وإن ِانْتهَى‏

أَبدٌ وإنْ تلَتِ الأُبودَ أُبُودُ‏

فاهْنأْ فَأنْتَ الْيومَ تَحْسُدُكَ النُّجومُ‏

وَكلُّ منْ بَلَغَ الْعُلا مَحْسُودُ‏

يَا ابنَ جُلَّقَ، أنتَ أَضْلعُ جُلَّقٍ‏

وَهَدِيْلهَا وخَريْرُهَا الْمَنْشُودُ‏

أَفرعْتَ مِنها فالْقرُنفلُ فرْعُها‏

مُتفرِّدٌ بِأَرِيْجهِ مَحْمودُ‏

هُوَ أنْتَ كَالثّمَراتِ مِنْ شَجَرِ الذُّكاءِ‏

وَكالْعُطورِ إِذَا تفوحُ ورُودُ‏

ولأنتَ مِنْ مَطَر ٍفَمِنهُ يَنْتهِيْ‏

حِيْناً ومِنهُ دَائمٌ مَوجودُ‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية